لماذا يخشون حرية المرأة ؟

لماذا يخشون حرية المرأة ويخافون حسيتها وجمالها ورغباتها ؟ الاجابة عن هذا السؤال أخذته على عاتقها المخرجة التركية الفرنسية  دنيز غامزة إرغوفين من خلال فيلمها “موستانغ” أحد الأفلام الخمسة التي رشحت لـ”أوسكار” هذه السنه.

 

تدور قصة الفيلم حول خمس شقيقات في سن الصبا و تجري أحداثه في بلدة تركية صغيرة تطل على البحر الأسود ، الفيلم يبدأ ببرهة وجيزة من السعادة واللهو البريء يستتبعها بسجن مقيم وقمع لا هوادة فيه، لكن القمع لا يكسر روح الصغيرات أو يثبط رغبتهن في الحصول على الحرية.

عدة أفكار تحاول المخرجه أن توصلها منها  أن النساء قد يكنّ سدنة معبد المجتمع الذكوري.و أن الفتيات قد تكن خطيئتهن غير المعلنة هي أنهن ولدن فتيات بأرواح تتوق إلى الحرية والاستقلال والمتعة، في مجتمع ذكوري يسعى للهيمنة على أرواحهن وأجسادهن.

الفيلم يسلط الضوء على  عملية ممنهجة لكسر روح التمرد وحب الحياة لدى الفتيات، ولكبح جماح حسيتهن ولتكبيل أرواحهن واحتواء أجسادهن .

ويوضح الفيلم، الذي كتبت له السيناريو إرغوفين بالتعاون مع الفرنسية أليس وينوكور والذي يحمل الكثير من ملامح فيلم “انتحارات عذراء” لصوفيا كوبولا، ذلك التناقض الكبير بين إدانة المجتمع المحافظ لأي نازع حسي أو جنسي لدى المرأة وبين استغلاله الجنسي لها عن طريق تحويلها سلعة يقبل عليها المشترون، أو طالبو الزواج في هذه الحال.

 تقارب المخرجة في بعض  المشاهد أيضا سوق الجواري الذي يطبقبشكل غير مباشر في العادات الاجتماعية .

أما نهاية الفيلم فتضعنا أمام تساؤلات عن مدى منطقيتها ومدى جدواها. وتبدو النهاية كأمنية أكثر منها نهاية حقيقية، أو تبدو كمسعى لإرضاء تعاطف المشاهدين مع الفتيات ورسم ابتسامة تفاؤل على وجوههم بدلاً من اختيار نهاية أكثر مأسوية وواقعية.

المصدر : جريدة النهار

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد