منظمة كفى:”حكي جالس” يكرّم مشغّل النساء في الدعارة عماد الريحاوي على الهواء

علّقت منظمة كفى عنف واستغلال على استضافة الإعلامي جو معلوف في برنامجه ” حكي جالس” الذي يبث على قناة ال”أل بي سي ” ، وتحديداً الحلقة التي  بُثّت يوم 16 أيار 2016 عماد الريحاوي ، المتهم بالإتجار بالنساء اللواتي تم تحريرهن مؤخراُ من شبكة الدعارة في شي موريس وسيلفر .

 فعلى الرغم أنها ليست المرّة الأولى التي يتم فيها استضافة المطلوب الأوّل في قضية ‫#‏شي_موريس‬ والمتّهم بجرم الاتجار بالبشر عماد الريحاوي، لكن لفتت منظمة كفى على صفتحها على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك أن تحوّلاً غير مسبوق نشهده في كيفية التعاطي الإعلامي مع قضايا الاتجار والدعارة.

فأكدت أن الإنحياز الإعلامي الذي أظهره البرنامج لصالح المتّهم المطلوب إلى العدالة كان واضحاً ومنظوراً بالعين المجرّدة. هو المتّهم نفسه الذي أشارت إليه بالاسم عشرات النساء الناجيات من الشبكة واللواتي صيّرهنّ البرنامج بالأمس مُتّهمات مشكوك بأمرهنّ، وساهم في مقاومة أي دعم وتعاطف مجتمعي مع قضيتهنّ.

منظمة كفي عنف واستغلال لفتت إلى خطورة ما حدث خلال الحلقة على  أكثر من صعيد، مجتمعي وقضائي وأمني وإعلامي، في الشكل وفي المضمون، وتكمن في عدد من المسائل، أبرزها:

– إصرار البرنامج على إعطاء مساحة تلفزيونية واسعة وشرعيّة إعلامية للمتّهم عماد الريحاوي، وهي مساحة قلّما يُعطى بحجمها ضيوفُ البرنامج أصلاً، ممّا يطرح الكثير من التساؤلات؛
– وضع الناجية من شبكة “شي موريس” التي كان لها مداخلة عبر الهاتف في قفص الاتهام من خلال الإفساح في المجال أمام الريحاوي لاستخدام أسلوب المحقّق العسكري معها، والتشكيك بأقوالها، ومساءلتها حول أمور شخصية، بقصد إذلالها وسحب أي تعاطف للرأي العام معها ومع غيرها من النساء في وضعها لتبرئة نفسه؛ إلى جانب مقاطعة الناجية مراراً من قبل مقدِّم البرنامج خلافاً للأصول وخلافاً للطريقة التي كان يتعامل فيها مع الريحاوي، وتغليب سرديّة هذا الأخير بطرق مباشرة وغير مباشرة على الرغم من سعي المقدِّم لتبيان غير ذلك؛
– طغيان حجّة معرفة النساء في الدعارة بحقيقة الأمر وقبولهنّ به في معظم المداخلات من أجل نفي أنهنّ مستغلّات والإيحاء بأنهن كاذبات، مع العلم أنّ المعرفة أو القبول أو الرضوخ لا يعني أبداً انتفاء الاستغلال، حتّى في النصّ القانوني اللبناني وتحديداً قانون معاقبة الاتجار بالأشخاص. فعلى سبيل المثال، هل المرأة المعنّفة التي لا تشتكي غير مستغلّة لأنها “راضية” بواقعها؟ وهل العامل/ة المُنتهكة حقوقه/ا يصبح غيرَ مُستغَلّ بحكم قبوله بالأمر الواقع؟ تبعاً للمنطق نفسه، هل المرأة “القابلة” بوجودها في مجال الدعارة غير مستغلّة جنسياً وجسدياً ومعنوياً واقتصادياً، لأنها “موافقة” أو “راضحة لقدرها”؟ وغيرها من الأمثلة التي نصادفها كل يوم وتدحض أي علاقة سببيّة بين قبول الشخص بالواقع وانتفاء الاستغلال بحقّه؛
– أخيراً وليس آخراً- تجاوز البرنامج لدور القضاء اللبناني من خلال إجراء محاكمة تلفزيونية علنيّة، ولدور الأجهزة الأمنية التي كان من المفترض أن تُوقف المتّهم الصادر بحقّه مذكّرة توقيف والمعلوم عنوانه.
على الأرجح، جرت في الفترة الأخيرة مفاوضات بين أكثر من جهة نافذة من أجل الاتفاق على شروط تسليم الريحاوي. وتبيّن بالأمس أن البرنامج حدّد بنفسه موعد التسليم هذا، طبقاً لمواقيت هواء الحلقة والفقرة المخصّصة للمسألة.
وتمنت منظمة كفي في النهاية الفشل لكل المفاوضات الساعية إلى تخفيف الحكم عن جميع المتاجرين والمسهّلين، وأن ينصف القضاء الضحايا الحقيقيين لا المُزيّفين المستنجدين بالإعلام للدفاع عن أنفسهم والتلاعب بالنفوس والعقول.

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد