كيف دعم الإعلام المغربي العنف ضد المرأة ؟

لم تستطع القوانين في المغرب الحد من ظاهرة العنف ضد النساء ، التي ترتفع بشكل ملحوظ بين سنتي 2013 و2014، فسجلت نسبة 54.8 بالمائة إلى 63.3 بالمائة، وفق المعطيات المسجلة لدى وزارة العدل والحريات، التي أوضحت أن الاعتداءات الجسدية قد ارتكبت بشكل رئيس من قبل الرجال بنسبة تبلغ 88 بالمائة سنة 2014.

ويلاحظ أن النساء المتزوجات هنّ الأكثر عرضة للعنف الجسدي مرتين فأكثر من غير المتزوجات، حيث بلغ عددهن 7962 حالة سنة 2014، مقابل 3444 من النساء غير المتزوجات، بينما بلغ عدد المطلقات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي 2039 حالة.

من الأرقام إلى الأسباب التي تجعل من ظاهرة العنف ضد النساء تتفاقم في المغرب، يقول فؤاد بلمير، أستاذ علم الاجتماع إنها كثيرة، بدءا بالمجتمع الرجولي بامتياز الي كرسته التربية التي تلقيناها منذ الصغر والتي تعطي حظوة للذكر، وكذا التنشئة الاجتماعية، والتي تمنح الأولوية للذكر على حساب الأنثى، وتجعله القائد في البيت، كما أن الممارسات المتعلقة بتعنيف المرأة تذكيها الأعراف والتقاليد، خاصة حينما يتعلق الأمر ببيت الزوجية، حيث يجتمع الطرفان في فضاء معين”، يؤكد بالقول.

يوضح بلمير أن العنف بحق المرأة مستمر، على الرغم من أن المجتمع المغربي عرف تحولات عميقة، لكنه يظل غير مستعد لتغيير ما يحصل على أرض الواقع. ويضيف بلمير “وسائل الإعلام كرّست هذا الأمر، عن طريق التركيز على مكانة المرأة في المدن، من دون أن تسلط الضوء على ما يقع في المغرب العميق، والذي لا يمت بصلة إلى ما يجري في الحواضر.

بالنسبة للقوانين المتعلقة بالعنف ضد المرأة وتحديدا التي أنتجها المغرب، خاصة بعد إقرار دستور 2011، والذي عمل على تعزيز حقوق المرأة تبقى متميزة مقارنة مع ما يجري في المجتمعات العربية والإسلامية ، ومن أجل تطبيق القانون لا بد من حدوث تغيير ثقافي وتغيير في العقليات السائدة.

المصدر: إيلاف

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد