فيلم “أوفسايد الخرطوم”.. فتيات يواجهن التمييز ويحلمن بـ “كأس العالم”

يعرض الفيلم السوداني الوثائقي “أوفسايد الخرطوم”، عن فريق كرة القدم النسائي بشمال السودان، في قسم “المنتدى” أحد الأقسام الرئيسية بمهرجان برلين السينمائي،وذلك ضمن أفلام الدورة الـ69 التي تقام حاليًا خلال الفترة من 7 إلى 17 فبراير.
ويعد العرض هو الأول عالميًا، كما أنه يشهد أول تجربة إخراجية طويلة للمخرجة السودانية مروة زين، التي قدمت عددًا من الأفلام القصير خلال السنوات الماضية “راندا” 2010، و “اللعبة” 2014، و”الثقافة للجميع” 2015.

في هذه التجربة تلقى مروة الضوء على عدد من الفتيات اللواتي يبحثن عن حقوقهن المسلوبة في مجتمع متهم بالعنصرية، خاصة أن هذا الاتهام موجه للسلطة نفسها بعد أن فرضت حكمها الإسلامي والعنصري من وجهة نظر مخرجة الفيلم على مقاليد الحياة داخل المجتمع.

اختارت مروة أن تلقى الضوء على فريق كرة القدم النسائي بالسودان، والذي يحلم بأن يمثل بلاده في بطولة كأس العالم للسيدات، بينما يواجه هذا الفريق حالة من التعنت والرفض وعدم الدعم من الجهات المسؤولة.

ركزت مروة في بداية فيلمها ومن خلال لوحة كبيرة، أن أحداث فيلمها تدور في مجتمع يحكمه سلطة عسكرية إسلامية ترفض أن يلعبن الفتيات كرة القدم دون حجاب، أو حتى يواجهن الرجال في مباريات تنافسية.

ألقت الضوء عن العنصرية والتمييز على أساس الجنس، فالرجال يحق لهم كل شيء بينما النساء لا يلعبن ولا يرقصن ولا يتغنين

مجتمع ممزق
وسط ما تحكيه مروة عن كرة القدم النسائية، كانت هناك العديد من الرسائل السياسية التي قدمتها المخرجة خلال سياق الأحداث منها حالة التمزق التي يعانيها السودانيين داخل بلادهم بعد أن انقسمت إلى شمال وجنوب، كما ألقت الضوء عن العنصرية والتمييز على أساس الجنس، فالرجال يحق لهم كل شيء بينما النساء لا يلعبن ولا يرقصن ولا يتغنين، وقد تعرضن بطلات العمل للتحقيق بعد لعبهن مباراة كرة قدم مع أحد فريق كرة القدم الرجالي بعد أن حرمهم الاتحاد السوداني لكرة القدم من توفير مباريات ودية للفريق النسائي، أو حتى مشاركات دولية.

المقاومة وعدم الاستسلام
رغم ما واجهه الفتيات من تعنت إلا أن الحلم لا يزال نابضًا بداخلهن، بعد أن قررن عدم الاستسلام، والحفاظ على اللعبة والفريق حتى لو كان ذلك من خلال الدعم المجتمعي للفريق، فالظلم يموت والحلم يبقى مهما مرت السنون.

“أوفسايد الخرطوم”.. عمل فني متميز لمجتمع ممزق يعاني فقرًا وظلمًا ويبقيه فقط حلمه لكي يعيش وينبض بالحياة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد