هكذا يحاول وائل كفوري إعدام أنجيلا بشارة مرتين!

في أغلب حالات العنف الأسري التي تعاملت معها خلال سنوات نضالي النسوي، كان المشهد واحداً : رجل يعمل على إذلال إمرأة عبر مدخلين، الأول المسّ بشرفها والتشكيك بإخلاصها لشحن غرائز الرأي العام الذكوري ضدّها، والثاني عبر إظهارها بصورة الموتورة، الكاذبة، المجنونة أو المريضة نفسيًّا. هذان السلاحان هما بالضبط ما يعمل الفنان وائل كفوري دون خجل على إستخدامهما في معركته القضائية ضدّ “أمّ بناته”.

حاول “ملك الرومانسية” الإلتفاف على الحقائق التي قمنا بنشرها سابقًا، وإمتصاص ردّة فعل الرأي العام على أخبار العنف الذي مارسه بحقّ زوجته السابقة أنجيلا بشارة. وهكذا، أتقن “الملك” لعب دور المنفتح على الحلّ والمهادن طيلة الفترة الماضية. أمّا وقد كُشفت نوايا كفوري بمحاولة تصوير بشارة بصورة الكاذبة والمجنونة أمام الرأي العام، مما أدّى إلى سقوط المفاوضات التي كانت جارية لتسوية الخلاف القضائي، ودفع محامي بشارة الأستاذ أشرف الموسوي إلى تقديم دعوى أمام مفرزة جونية القضائيّة ضدّ كفوري بجرم إهمال الواجبات العائليّة، فلا بدّ من حديث آخر في هذا الشأن.

وعليه، ولكل من شكّك في وقت سابق بالأخبار التي نشرناها حول تعرّض أنجيلا للعنف على يدّ طليقها، نقول: إن في حوزتنا صور مرعبة تكشف حجم همجية إعتداء كفوري على زوجته، ونحن إن لم ننشر الصور، لا يعني أنه خوفًا من “الفنان المحبوب”، بل حفاظًا على كرامة بشارة كإمرأة ناجية من العنف. ولكن، هذا أيضاً لا يعني  أنّه إذا  إستمر كفوري بتزييف الحقائق، والضغط على زوجته بشتى السبل وتشويه سمعتها، سنبقى متفرجات دون رفع الصوت في وجه هذه الممارسات الذكورية والقمعية. وننشر هنا نصّ الإقرار الذي كان يحاول كفوري إستدراج بشارة لتوقيعه تمهيدًا لتبرئته من ما إقترفته يداه ولإظهارها إمرأة مخادعة وكاذبة.  وبالمناسبة، نرى إن محاولة كفوري دفع بشارة إلى التوقيع على هذا الإقرار ما هو إلا إدانة قاطعة وإثبات خوفه من كشف المستور!

وعندما كان ولا زال للرأي العام الحق في معرفة خلفيّات المنشور، الذي فسّرته وسائل الإعلام بالتراجع وإعتذار من قبل أنجيلا بشارة، إليكم\ن حقيقته: دعا أحد الإعلاميين المقرّبين من وائل كفوري، وسيّدة أعمال تربطها علاقة وطيدة بالفنان، أنجيلا بشارة إلى شرب فنجان قهوة متذرعين أنَّ كفوري يرغب بالتسوية، وأنَّ مبادرتهما هي للتوفيق بين الطرفين! وبعد جلسة “غسل دماغ” وضغط على أنجيلا في غياب محاميها ومن غير علمه، أقنعاها بضرورة إنهاء الخلاف والتراشق الإعلامي وإبداء النوايا الطيّبة إكراماً للطفلتين. وبناءً عليه، إجتهد الإعلامي وصاغ الرسالة بنفسه، ثم استدرج أنجيلا حتى نشرتها عبر حسابها على “انستغرام” دون العودة إلى أحد واهماً إياها أن ذلك سيكون في سبيل إنهاء الإشكال وضمان مصلحة إبنتيها. وهنا لا بدّ من التأكيد على أنّه بدلًا من محاكمة النساء المعنفات على تخبّطهن وتصرفاتهنّ المتسرّعة تحت الضغط والإبتزاز، من الأجدى البحث في الأوضاع النفسية لهؤلاء والظروف التي قد تدفعهن إلى الإقدام على تصرفات يندمن عليها لاحقًا، وهذا تمامًا ما حصل مع بشارة التي وبعدما أدركت الخديعة التي حيكت لها بإيعاز من كفوري، قامت بمسح المنشور المذكور عن حسابها.

نصرةً لكل إمرأة أجبرت على أن تكسر من حقّها أكثر من مرّة، وليس دفاعًا عن أنجيلا فقط، التي أرغمت على تقديم إعتذارات رغم الألم والعنف والوجع، نكتب وسنبقى نرفع الصوت. وهنا نسأل “الأب الحنون”، هل المطلوب من أنجيلا وفي معرض تضحياتها المستمرة لأجل بناتها وحقّهن بالعيش في كرامة، في ظلّ تماديك في حرمانهما من حقوقهما وإذلال والدتهنّ بماديات رخيصة ومعيبة، أن تصل إلى مرحلة التوقيع على عقود إذعان وإعدام معنوية وقانونية؟

هل ما يريده كفوري هو إعدام طليقته مرتين، مرة من خلال تحملها العنف والتضحية في سبيل طفلتيها ومرّة عبر إذلالها وتحطيم مصداقيتها وصورتها أمام الرأي العام؟

إلى كفوري، وكل مستقوي بسلطته الذكورية والشعبية، نعيد التأكيد على ما قاله المحامي أشرف الموسوي “نحن لدينا قانون يحمينا”، والخاسر الوحيد في هذه المعركة سيكون كفوري الذي سيفقد رصيده الفني وكأبّ.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد