ما علاقة عائلة الشابة إسراء غريب في مقتلها؟

ظروف غامضة ومعطيات متضاربة يتم تداولها في حادثة وفاة الشابة إسراء غريب (21 عاما) من بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم، والتي توقف قلبها إثر تعرضها لنوبة قلبية، إلاّ أن الثابت في القصة أنّ وفاتها لم تكن عادية وأنّ المعطيات التي تم تداولها والتي سنسرد بعضها تشير إلى أن الضحية تعرضت للتعنيف الأسري .

نبدأ من عائلة الفتاة التي أصدرت بيان استنكرت فيه ما يتم تناقله على منصات التواصل الاجتماعي من ما أسمته ” شائعات مغرضة وتضخيم للحدث “.

وأوضحت العائلة في بيانها أنّ ما حصل مع إسراء أنها كانت تعاني من حالة نفسية وإضرابات عقلية أدى إلى سقوطها بفناء المنزل يوم الجمعة مساءًا بتاريخ 9-8-2019، على أثره تم نقلها إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم، وتم معاينة الإصابة والكدمات وتبين بوجود كسر في العمود الفقري والذي بدوره استدعى نقلها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي من أجل الحصول على التحويلة الطبية إلى مستشفى آخر لأجراء العملية إلا أنه وبالكشف عن الحالة الصحية من قبل أكثر من طبيب مختص تقرر أنها ليست بحاجة إلى إجراء العملية في الوقت الحالي لصغر سنها والاكتفاء بتناول الأدوية وبالرغم من التصرفات الخارجة عن الإرادة من جراء الحالة المرضية التي كانت تعاني منها استدعى خروجها من المستشفى من قبل العائلة واستكمال العلاج بالمنزل ألا أنه وبعد خروجها لم تمكث كثير حتى وافتها المنية اإثر تعرضها لجلطة وصلت إلى المستشفى متوفية وتم نقل جثمانها إلى معهد الطب العدلي في أبو ديس لتشريح الجثة وبانتظار نتائج التقرير الطبي والذي سيصدر عن الجهات الرسمية المختصة ، التي رفضت بدورها تقديم أي معلومات إضافية عن طبيعة الوفاة بدعوى عدم استكمال التحقيقات.

في المقابل نشرت صديقة إسراء على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل الظروف الأخيرة التي عاشتها إسراء، ولفتت إلى أنّ القصة بدأت حين تقدم شابا لأسرتها لخطبتها، وثم خرجت برفقة شقيقتها وبعلم والدتها للتعرف عليه بشكل أوسع بإحدى مطاعم المدينة، وقاموا بالتقاط فيديو قصير ونشرته على حسابها على الإنستغرام، وثم قامت إحدى قريباتها التي شاهدت الفيديو بإخبار والدها واشقائها الذي رافقه تحريضا شديدا على سمعة العائلة والفتاة بخروجها مع الشاب دون إكمال عقد القرآن.

وأضافت عقب ذلك قام والدها واشقائها بضربها بشكل مبرح، ورفضوا خطبة الشاب، كما أخبرتها إسراء بذلك. وتضيف صديقتها ” قد تكون إسراء فارقت الحياة أثناء محاولتها الهرب من العنف الذي تعرضت له حين قفزت من منزلها، أو بالسكتة القلبية كما يروج أهلها، لكن ثمة من أوقف قلبها بالإعتداء عليها والتحريض عليها منذ فترة طويلة”.

في ذات السياق قالت مديرة مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، خولة الأزرق”، من خلال عملنا في المؤسسة جمعنا بعض المعلومات حول ما حدث، وتبين أن إسراء لا تعاني من أي اضطرابات عقلية، وهي كانت تعمل في صالون تجميل معروف في منطقتها وكانت ماهرة في مهنتها، بينما لم يذكر المحيط بها أنها تعاني من اضطرابات نفسية”. وأوضحت أنه في الكثير من الأحيان يلجأ الأهل إلى هذا النوع من التشويه للتغطية على جرائمهم بحق الفتيات.

فإلى متى ستبقى النساء رهينة عنف أسري، وإلى متى ستبقى تعانين في ظل غياب نظام التحويل الآمن، حيث يخشى الطبيب من تبليغ الشرطة أو الجهة المسؤولة خشية تعرضه للعنف من أسرة المعنفة، إذا لم تقدم هي بنفسها الطلب؟ وهل سيحث قلب اسراء الذي توقف، السطة الفلسطينية على الإسراع في سن قانون حماية الأسرة، أم أننا سننتظر توقف قلوب أخريات؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد