في ساحات الثورة على الفساد والممارسات الذكورية

في الوقت الذي نزل فيه ملايين من  اللبنانيين واللبنانيات الى الساحات رفضًا للفساد واحتجاجاً على السياسات الاقتصادية المتعاقبة للحكومات السابقة والتي أخذت البلاد نحو أزمة معيشية لم تعد تحتمل، شهد الشارع اللبناني  بعض الممارسات والتي وإن نتطرق اليها للحرص على تصويب المشهد لما فيه من إحترام مفروض للنساء كافة وخاصة الإعلاميات منهن!

هيلا هيلا هو……

تحولت بعض الإهانات والشتائم في الساحات إلى شعارات ضد السياسيين، حملت في طياتها الكثر من الذكورية والتسليع لأجساد النساء، وبدلًا من شجبها، قمنا بتكريسها عبر الضحك والإستخدام المستمر لها في الميادين وعلى مواقع التواصل الإجتماعي.

أغنية هيلا هيلا هوو… التي تصدرت الساحات ووسائل الإعلام المحلي والعالمي وانتقلت الى عدد من دول العالم حيث عمّت التظاهرات المؤيدة للثورة في لبنان، وطالت والدة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، هي إساءة كبيرة ممتدة وجارية.

فتوجيه الشتائم للرجال عبرالنساء، هو استباحة لأجسادهنّ، كما أنّ تأثيره ينطبع من نظرة الرجال على النساء، فتصبح نظرتهم هي نظرتهنّ لأنفسهنّ، وهنا مكمن الخطورة، الأمر الذي يحتم علينا من موقعنا إلى مواصلة النضال ضد الفساد السياسي بالتزامن مع توجيه هذه الممارسات المجتمعية نحو نصرة المرأة التي تصدرت الساحات وأثبتت أنَّها طرف قوي في معادلة إسقاط النظام الفاسد وحماية الوطن.

 

بعدك بعدك مبسوطااااااع

بدأت بمزحة عندما أعيد نشر فيديو للمواطنة جيهان خوري على إحدى القنوات التلفزيونية، كانت قد ظهرت فيه منذ 3 سنوات تعبر خلاله عن فرحتها بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية .

الفيديو لاقى انتشاراً واسعا في صفوف اللبنانيين/ات فَجُيِّر في الساحات، ضد التيار الوطني الحر ودائما التنمّر كما الشتائم يجب أن تمرّ من خلال النساء، فتحولت المزحة إلى تنمّر الكتروني واسع جداً، فاق التوقعات ليصل إلى توجه عدد من الشبان إلى الاتصال بالشابة ومضايقتها.

صحافيات دفعن ثمن وظيفتهن…مضايقات وتحرش

من الظواهر التي نستنكرها وبرزت بشكل فاضح في ساحات التظاهر، منها قد قمنا بعرضها وشجبها، ومنها نعلّق عليها اليوم بعد حملة رصد ومتابعة لعمل الإعلاميات في الميدان.

هنا لا بدّ من الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي  تبذلها الإعلاميات في التغطية والقوة التي يتحلين بها  في مواجهة التطرف السياسي، ومدّ الثوار والثائرات بالدعم اللازم لايصال صوتهم/ن. وقد كان هناك عددًا من الانتهاكات التي طالت الصحافيات والمراسلات العاملات في كل الوسائل الإعلامية التلفزيونية، والتي نستنكرها بغض النظر عن أجندات القنوات التلفزيونية العاملات فيها، ومهما اختلفت وجهات نظرهن من الثورة والثوّار.

واذ يكرر موقع شريكة ولكن شجبه لهذه الممارسات يعيد التأكيد على التضامن غير المشروط مع كل مراسلة وصحافية تعرضت للإساءات اللفظية والمضايقات الجسدية والتحرش، من دون استثناء…

https://youtu.be/hV215lJ_GX4

الجمعيات النسائية والمجموعات النسوية كانت حاضرة بقوة على الأرض وكانت أوّل من شجب الإهانات والشتم بحق النساء والتعرض للصحافيات إن كان على الأرض أو من خلال بيانات أو التضامن على صفحاتهم على مواقع التواصل الجتماعي.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد