يخافون أجساد النساء… فيشوهون أعضاءهن التناسلية!

منذ ألف عام و”مشرط الشرف” يلاحق الفتيات الصغيرات، لختانهنّ وتشويه أعضائهن التناسلية، إرضاءً للذكورية التي تتحكم بأجساد النساء وتضع لها معايير تتناسب واستمرارية سلطتها.

يتصدر الختان قائمة أشكال العنف الممارس ضد النساء، فهو يشوه أجسادهن، يدمرهنّ نفسيا، يمنعهنّ حتى من التفكير بمشاعرهنّ قبل أن تولد، يسجنهنّ خلف قضبان التقاليد والعادات الموروثة التي غذتها الفتاوى الدينية لسنين طويلة، وفي الكثير من الأحيان يقتلهن.

200 مليون فتاة تعيش اليوم تعرضت لتغيير أو استئصال كل أعضائها التناسلية الخارجية أو بعض منها، في رقم مرشح للارتفاع بحسب الأمم المتحدة، التي أشارت إلى أنه في العام الحالي يوجد أكثر من 4 ملايين فتاة في كل أنحاء العالم معرضات لمخاطر ممارسة ختان الإناث، وتشويه أعضائها التناسلية، رغم لجوء 13 بلداً إلى إنشاء أطر عمل قانونية لحظر الختان.

في السودان النساء تختن مرتين!

في السودان حيث خضعت 87 في المئة من السيدات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشرة والتاسعة والأربعين، لشكلٍ من أشكال الختان، عدد كبير منهنّ يتوجهنّ إلى “إعادة الختان” التي باتت تشكل ظاهرة في السودان خاصة المقبلات على الزواج، لتقديم شهادة عفّة للمجتمع وللزوج المستقبلي.

أشكال الختان

  • الخفْض، ويشمل الإزالة الجزئية أو الكلية للبظر.
  • إزالة البظر والشفرين الداخليين أو الخارجيين أو كليهما معا.
  • التبْتيك، وهو إزالة بعض أو كامل الأجزاء الخارجية من العضو التناسلي الأنثوي وخياطة أو تضييق المهبل.
  • يتضمن أي شكلٍ من أشكال الإضرار المتعمَّد بالأعضاء التناسلية سواء بالحرق أو القشط أو الثقب أو غيرها.

الخطاب الديني حول ختان الإناث يتغيّر مع مرور الوقت

في الإسلام لا حديث حول أمر النبي لزوجاته أو بناته بالختان، لكن ثبت عنه أنه أرشد امرأة كانت تختن بالمدينة، إلى صفة الختان المحمود، فقال لها (لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ) .

جاءت الاستنادات الشرعية لتبّين “مشروعية الختان في الإسلام “بأكثر من وجهٍ، ومن ذلك قول النبي (خمسٌ من الفطرةِ: الختانُ، والاستحدادُ، ونتفُ الإبطِ، وتقليمُ الأظفارِ، وقصُّ الشاربِ)، والحديث لم يخصّص الختان بالذكور دون الإناث، ممّا فسره البعض كدليل على مشروعيته بحقّهنّ. وفي بيان حكمة التّشريع من ختان النّساء ذكر ابن تيمية أنّ ختان النساء يعمل على ضبط شهوتهن، والأصل فيه حدّ الاعتدال دون مبالغةٍ ٍتُفضي إلى ضعفها.

التيارات السلفية تتمسك بهذه الأدلة الشرعية، كذلك كانت الفتاوى القديمة للأزهر، التي اختلفت اليوم مع جهوده في تجديد الخطاب الديني، حيث أكّد أن الختان لا يستند إلى شيء في الشرع، وهذا الرأي للأزهر توافق مع دار الإفتاء المصرية التي أشارت إلى أنّ ختان الإناث “حرام شرعاً” وهي ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية، مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك.

الأمم المتحدة تكافح ظاهرة ختان الإناث

يحيي العالم في 6 فبراير/ شباط من كل عام “اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث”، وفي 20 كانون الأول/ديسمبر 2012، دعت الجمعية العامة الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 شباط/فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، والإستفادة من هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بمخاطر هذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، التي تتركز في 30 بلداً في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها شائعة كذلك في عديد من البلدان الآسيوية، بما في ذلك الهند وإندونيسيا والعراق وباكستان، وكذلك بين بعض جماعات السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية مثل إمبيرا في كولومبيا. وعلاوة على ذلك، تتواصل ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين السكان المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا.

وبحسب الأمم المتحدة فإن القضاء على هذه الممارسة واردة  في فترة جيل واحد، لذلك تسعى الأخيرة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030. فهل ستنجح؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد