90% من عاملات المنازل حول العالم مستثنيات من إجراءات الحماية في ظل وباء كورونا

أكدت نيشا فاريا، مديرة قسم مناصرة حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش أن  فيروس “كورونا” اقترن بوباء آخر، تمثل بفقدان الوظائف وانعدام الأمن الاقتصادي، مشيرة إلى أنّ عاملات المنازل هنّ الفئة الأكثر تضرراً، خاصة أن لديهن وظائف غير مستقرة وأنهن غالبا غير مؤهلات للاستفادة من الدعم الحكومي.

بحسب تقديرات “منظمة العمل الدولية”، هناك 67 مليون عاملة وعامل منزليا في العالم، 80% منهم نساء. ومع ذلك، 90% منهم/ن مُستثنون/ات من أي إجراءات حماية كالإجازات المرضية المدفوعة وإعانات البطالة. هذا هو الحال بشكل خاص في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث يتركز أكبر عدد من عاملات المنازل.

وتابعت نيشا أنّه رغم هذه الصورة القاتمة، هناك أيضا أمثلة واعدة لتدابير اتخذها أصحاب العمل في القطاع الخاص، والحكومات ومجموعات العمال لإنشاء شبكات أمان لهذه المجموعة الأساسية من العمال.

في جنوب أفريقيا، تحصل عاملات المنازل المسجلات لدى الحكومة على إجازة مرضية مدفوعة الأجر لستة أسابيع خلال ثلاث سنوات يغطيها “قانون التأمين ضد البطالة”، الذي يقدّم نحو 238 يوما من إعانات البطالة. لكن هناك فجوة متمثلة بالعاملات غير المسجلات رسميا لدى الحكومة، اللواتي لا يمكنهن الاستفادة من هذه الإعانات.

تعتمد فرنسا نظام القسائم لشبكات أمان الضمان الاجتماعي والإجازات مدفوعة الأجر لعاملات المنازل، ما يسهل الإجراءات الإدارية لأرباب العمل ويؤمن تغطية واسعة نسبيا.

وفي الوقت الذي يُظهر تقرير لـ “البنك الدولي” يجمع تدابير برامج الإغاثة الطارئة أثناء الوباء أن الكثير من البرامج تستبعد عاملات المنازل بالكامل، تتخذ بعض البلدان خطوات نحو شملهم.

فأصدر رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز أمرا تنفيذيا يقدّم 10 آلاف بيزو (حوالي 155 دولار أمريكي) كمساعدات مالية طارئة إلى عاملات المنازل وعمال آخرين من ذوي الأجور المنخفضة.

أمّا إسبانيا فوسّعت إعانات البطالة لتشمل للمرة الأولى عاملات المنازل في 31 مارس/آذار، فبات بإمكان عاملات المنازل المسجلات الحصول على 70% من راتب شهر واحد إذا خُفِضّت ساعات عملهن أو فقدن وظائفهن منذ بدء الإغلاق.

منظمات العمال تناضل من أجل إلغاء هذه الفجوات والضغط على الحكومات لشمل عاملات المنازل في تدابير الإغاثة الخاصة بها. تستخدم المنظمات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى لحث أصحاب العمل على الاستمرار في دفع أجور العاملات حتى عندما لا يتمكنّ من العمل بسبب قيود التباعد الاجتماعي.

في البرازيل، يقوم “الاتحاد الوطني لعاملات المنازل” و”ثيميس”، وهي مجموعة معنية بالمساواة الجندرية، بحملة لحث أرباب العمل على تعليق عمل عاملات المنازل ودفع أجورهم أو تزويدهم بمعدات الحماية الكافية. شرحوا في ندوة رفيعة المستوى عبر الإنترنت حقوق عاملات المنازل، وكان من ضمن المتحدثين الرئيسة السابقة ديلما روسيف.

“التحالف الوطني لعاملات المنازل” في الولايات المتحدة في طريقه لجمع 4 ملايين دولار لتوزيعها على العاملات المنزليات. بينما قد تكون بعض عاملات المنازل مؤهلات للحصول على إعانة اقتصادية تختلف بحسب الولاية، النسبة كبيرة منهن مهاجرات لا يحملن وثائق ولا يمكنهن بالتالي الحصول على الإعانات الحكومية.

يستحق مقدمو/ات الرعاية هؤلاء شبكات أمان تساويهم/ن بالعمال الآخرين كما معاملتهم/ن بكرامة.

وتختم مديرة قسم مناصرة حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش بدعوة الجميع إلى الضغط من أجل إحداث تغيير طويل المدى.، خاصة أنّ  منظمة العمل الدولية اعتمدت في العام 2011 “اتفاقية العمل اللائق للعمال/ات المنزليين/ات” وصادقت عليها 29 دولة حتى الآن. هذه البلدان مُلزَمة بضمان تمتع عاملات المنازل بالحماية القانونية أسوة بالعمال الآخرين.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد