وزارة العمل اللبنانية تتحرك لحل أزمة عاملات المنازل الأثيوبيات
وصلت عاملات المنازل الأجنبيات في لبنان إلى طريق مسدود، بعد أزمة الدولار اللبناني في السوق، وعدم قدرة أرباب العمل على الإيفاء بالتزاماتهم المادية، في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وعلى ما يبدو هذه المرة القضية عادت إلى الواجهة من الباب العريض، مع لجوء عدد من العاملات الأثيوبيات إلى الاعتصام أمام قنصلية بلادهنّ، التي أغلقت أبوابها في وجه مواطناتها بمؤازرة أمنية، واشترطت على من تريد العودة إلى وطنها أن تتكفل مادياً بنفقة الحجر 14 يوماً في فنادق أديس أبابا، بكلفة 770 دولاراً اميركياً.
هذا التحرك جاء بعد تراجع الخارجية الإثيوبية عن قرار صادر عنها مؤخراً ، يتعلق بإرسال عشر طائرات لتأمين عودة طوعية لمواطنيها، بالتوافق مع وزارة العمل والأمن العام في لبنان. إلا أنه لم تصل الى مطار بيروت سوى طائرتين اثنتين، قبل أسبوعين، حملتا 640 شخصاً، فيما ألغت السلطات الإثيوبية الرحلات المتبقية بسبب القرار الجديد.
وبهذا باتت العاملات الأثيوبيات أمام حائط مسدود، فهن غير قادرات على تحمل تكلفة السفر، ولا هنّ أيضا قادرات على تحمل تكلفة البقاء، الأمر الذي دفعهنّ إلى افتراش الطريق في خطوة احتجاجية تصعيدية عمرها 10 أيام.
فيديو يُظهر عشرات النساء #الاثيوبيات ينمن في العراء خارج مركز سفارة بلادهم في #لبنان. مأساة حقيقية. عدد متزايد من العاملات الاجنبيات في المنازل يتم التخلي عنهن من قبل أرباب العمل وعدد آخر يعملن منذ أشهر دون راتب. هذا غير التعنيف الذي يتعرض له عدد منهن. (١) pic.twitter.com/A9pYfPEd8y
— Carine Torbey كارين طربيه (@carinetorbey) June 4, 2020
وتم التأكيد على المطالب التالية :
* نقل السيدات إلى مكان لائق للمبيت وتأمين حاجاتهن الأساسية من غذاء ودواء وغيره على نفقة الوزارة.
* إعادة السيدات إلى أثيوبيا على نفقة قنصلية أثيوبيا أو الدولة اللبنانية أو الكفلاء (أصحاب العمل) بعد تسديد كامل رواتبهن لهن وتسليمهن جوازات سفرهن.
* إعفاء السيدات من كافة الرسوم لدى الأمن العام تمهيدًا لسفرهنّ.
* محاسبة الكفلاء الذين سلبوا حقوق العاملات ثم رموا بهن في الشارع حرفيًا على باب قنصليتهن الموصدة في وجوههن.
تحرك العاملات انتقل سريعاً إلى العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، ليتبعه حضور مندوبة من وزارة العمل وقالت إن الوزارة حجزت للسيدات في فندق في عين المريسة تمهيدًا لإجراء فحوص كورونا لهنّ على نفقتها قبل إعادتهن إلى أثيوبيا.
وقالت إن الوزارة ستحصل على أسماء الكفلاء لمنعهم من استقدام عمال وعاملات في المستقبل. وبعد أخذ ورد، وعدت بأن الوزارة ستتابع مع الكفلاء ليسددوا رواتب العاملات المكسورة، ويعيدوا لهن جوازات سفرهن كي يغادرن إلى بلادهن.
وبالفعل عند منتصف ليل أمس انطلق باصان محملان بالسيدات إلى الفندق في عين المريسة للمبيت على نفقة وزارة العمل بحضور قنصل أثيوبيا في لبنان وأجريت صباحاً، فحوصات ال pcr على العاملات ومن ستظهر نتيجة فحصها سلبية ستُنقل إلى مأوى كاريتاس.