كان العرب يتباهون بوأد الطفلات تجنباً للفقر واضطرارهم للإنفاق على الذكور والإناث معاً، تعددت أساليب الوأد واختلفت باختلاف سن الطفلة. فإذا كانت صغيرة دفنت في التراب حية، وإن كانت كبيرة ألقيت من شاهق، فتمزق جسدها، أو ألقيت في بئر فتموت غرقاً. وفي بعض الأحيان، تُتْرك البنت حتى تبلغ من العمر ست سنوات فيقوم الأب بدفنها. وتذكر الأبحاث أنَّ الأم كانت تحاول دائماً ثني زوجها عن وأد بناتها، وقد تتوصل معه إلى اتفاق يقضي بوأد نصف ما تلد من البنات فقط، وإحياء النصف الآخر. ولم تكن الأم تُسلّم بوأد ابنتها إلاّ تحت التهديد من زوجها بهجرها أو طلاقها.
إلا أنّ التاريخ لم يتغيّر ويعيد نفسه اليوم بطرق مختلفة، من خلال الاستعانة بالتقدم في مجال الطب لتحديد ومعرفة جنس الجنين، خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية التي يطغى عليها الطابع الذكوري،هذا فضلا عن أن وأد الأجنة “الإناث” بات ثقافة منتشرة في بعض دول آسيا كالهند وباكستان والصين، حيث تظهر الإحصائيات إجهاض ملايين الأجنة بعد اكتشاف أنهنّ إناث، ذلك الإجهاض الانتقائي يهدد التركيبة الديموغرافية للسكان، بسبب التفاوت الكبير بين أعداد الذكور والإناث، رغم قيام الحكومات بسن تشريعات وقوانين تجرّم تلك العادة.
أيضا لا يزال عدد كبير من الرجال يحمّلون النساء مسؤولية “إنجاب الإناث”فيعمدون إلى تطليق نسائهم اذا لم ينجبن لهم ذكور، وهنا نذكر أنَّه في العام 2000 وبسبب إنجاب الإناث طُلِّقت 10 آلاف امرأة في مصر.