«سما» وجعٌ لن ينتهي…

“سما ابنتنا المدللة. حاولتُ حمايتها من الانفجار لكنني لم أنجح. ارتمت في أحضاني لكنّ شظايا الزجاج أصابت عينها. انطفأت الى الأبد وأطفأت قلبي معها. تسألنا يوميًّا: لماذا حصل لي ذلك؟ لماذا أنا فقط؟ أحتار. أختنق. ماذا عليّ أن أجيبها. لا كلام يخفّف ألامها. أصمت. تحاول يوميًّا رؤية عينها في المرآة، لكنني أمنعها، بعد أن أزلت جميع المرايا من المنزل باستثناء واحدة. تضع سما كرسيًّا في محاولة للوصول الى هذه الأخيرة، لكنني منعتها مرارًا. أحيانا تنزع شاش القماش عن عينها وتستخدم شاشة الهاتف كي ترى انعكاس وجهها عليها. أصيبت مرات عدة بنوبات فزع لذا ينتابني الخوف كلما أصرّت أن ترى عينها. أحاول دومًا أن أخفف عنها. أواسي مأساتها. سألتها مرة عمّا إذا أرادت أن تشتري ألعابًا جديدة. أجابتني بصوت عال: أريد عيني.
سما وجع لن ينتهي. الانفجار أخذ جزءًا منها لكنه أخذ كل أجزائي”.

والدة سما (ه سنوات)، مار مخايل، بيروت

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد