توالي ردود الأفعال الغاضبة على كلام وزير الداخلية محمد فهمي المسيء للنساء في لبنان

يُبدِع وزير الداخلية محمد فهمي في توسيع الهوة بينه وبين اللبنانيين/ات، من خلال تصريحات تُدَلِّل على التحيّز الجنسي ضد النساء، ففي يومين فقط عمد الوزير المذكور إلى الإساءة بشكل واضح للنساء بخطاب ذكوري، يعكس النظرة النمطية للنساء، وعدم الثقة بقدراتهنّ وإمكانياتهنّ.
تصريحه الأوّل جاء خلال مقابلة مع الإعلامي نيشان، الذي سأله حول رأيه بالمرأة في لبنان لاستلام منصب رئاسة مجلس الوزراء، وإذ بالوزير يجد أن المرأة “بتستحي” و”ناعمة” ولا تستطيع قيادة المرحلة.

وفي تصريحه الثانية والذي جاء خلال مقابلة مع الإعلامية ريمي درباس على قناة الـ LBC، التي كانت تحاوره حول ماذا يُفترض باللبنانيين أن يفعلوا الأحد في ظل منع تجول عاملي خدمة توصيل الوجبات من المطاعم والسلع من متاجر السوبرماركت، وهي خدمات منتشرة على نطاق واسع ويتّكل عليها اللبنانيون/ات، ما كان منه إلا أن أجاب “يطبخو شوي النسوان”.
الوزير ربما لا يدرك أن النساء اللبنانيات اللواتي لطالما واجهن تمييزا ونجحن في تخطي الكثير من العقبات التي وضعها السياسيون المتعاقبون على حكم لبنان وهو واحد منهم، هن اليوم الاكثر تأثراً بجائحة كورونا، وتداعياتها الصحية والاقتصادية والنفسية، وهن اليوم يعشن في ظروف صعبة، لم تثنيهنّ يوماً عن التوقف عن نضالهنّ على كافة المستويات، وبالتالي الطلب من النساء الطبخ وكأنهنّ لا يقمن بأي دور آخر، إنما هو مسئ لكل امرأة لبنانية، وجدت في ردود الفعل على كلام الوزير بقعة أمل ونقطة ضوء، في مواجهة الذكورية المتفشية في البلاد.
إذ شنّ لبنانيون/ات حملة تعليقات ساخرة وغاضبة على تصريحات وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، وردّت نساء على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاد تعليق الوزير، ورأين فيه تحيزاً جنسياً، وتعهدن أنهن لن يطهون في يوم العطلة الأسبوعية من خلال وسم #الاحد_مش_طابخه، كما قام عدد من الرجال اللبنانيين بالانضمام إلى الحملة بنشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأنفسهم يقطعون الخضار أو يحركون أوعية الطهو على النار، في إطار ما سمّيَ #تحدي_فهمي، ويتمثل في أن يطبخ الرجال.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد