“نجود خداج” ضحية عنف أسري قُتلت بـ21 رصاصة!

لم تشفع لها أعوامها الـ27  التي قضتها في تربية أطفالها ومساعدة ابن عمها الذي تزوجته عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، لم يشفع لها عمرها الذي قضته تحت الترهيب وفي ظل عنف متواصل حتى سُرِقَ منها هو الآخر بـ21 رصاصة.

“نجود خداج” شابة سورية ضحية عنف أسري جديدة، قضت على يد زوجها الذي تركها تسبح بدمائها حتى فارقت الحياة.

وفي التفاصيل التي كشفتها صفحة “توليب لدعم المرأة الطفل” على الفايسبوك فإنَّ  “نجود” تزوجت في الخامسة عشر من العمر، من رجل متطوع بالشرطة، وكان عليها أن تربي ثلاثة أبناء شاءت الأقدار أن تصاب الابنة الثانية بشلل وهي طفلة صغيرة، وأن يصاب بكرها في الحرب برصاصة أقعدته لسنوات، وبحاجة لعناية خاصة. وعملت منذ زواجها لسنوات طويلة في التطريز والخيط، وكان جزء كبير من مصروف المنزل تؤمنه من باب المساهمة مع الزوج؛ وبحسب كل جيرانها ومعارفها،  فإنها ساهمت في بناء بيتهم مع زوجها حتى دب المرض في جسدها المتعب، فأصابها الديسك، وفقدت جزءاً من الرؤية بسبب العمل المركز في التطريز.

الزوج لطالما تمتع بطبع قاسي، وعصبية دائمة، وتعامله الوحشي مع زوجته، ويستخدم كل ما يقع بين يديه للضرب أو التهديد بالقتل بواسطة مسدسه الحربي أو (الشاكوش).

يقول شقيقها وجارها في “أشرفية صحنايا” أن شقيقته كانت تخاف من زوجها لدرجة أنها تتلعثم بالكلام عندما تتحدث معه، وحاول مراراً أن يصلح بينهما كونه ابن عمه؛ تركت نجود منزلها قبل سنتين، وطالبت بالطلاق قبل أن تلجأ إلى المحكمة بعد أن طفح بها الكيل ولم تعد تستطيع الاستمرار، لكن أهلها تركوا مجالاً للصلح العشائري مدة سنة وشهرين دون أن يبادر الزوج إلى الحل، فعزمت “نجود” إلى السير بدعوى الطلاق، ووصلت الدعوى إلى جلسة التحكيم الأولى بعد أن تنازلت وعائلتها عن حقوقها.

وحدد لها قاضي المذهب جلسة التحكيم الأولى يوم الخميس بشكل استثنائي، حضر الزوج الجلسة، وخرج منها قبل “نجود” التي انتظرت خروجه لفترة لشعورها الدائم أنه يضمر لها الشر، ولن يدعها تعيش حريتها، وكانت شكوكها بمحلها، حيث تبعها في الشارع، وهددها بالقتل، ومضى في سبيله يخطط لجريمته بكل إصرار.

يقول ابن عم الزوج وصديقه: «كان “رسلان” يعرف تحركات الضحية في القرية جيداً، ويعلم أنها تتردد على بيت خالها وتنام عندهم، فانتظر خلف البوابة الكبيرة حتى تأتي، وعندما أقبلت سيارة خالها تجهز للحظة الغدر جيداً، حيث كان لزاماً على أحد أن يفتح البوابة الكبيرة كي تدخل السيارة، وكان حظ “نجود” أن تفتح البوابة، وتقف أمام قاتلها متلعثمة فيما كانت سيارة خالها تسير مسافة عشرين متراً في مدخل البناء دون أن يعلم أن ابنة أخته تواجه الموت». وأشار إلى أن القاتل أمسك زوجته بشعرها فصرخت من الألم، فاجلها ببندقية روسية غير معروفة المصدر ببضع رصاصات في بطنها، وعندما انتبه خالها للصراخ؛ ركض باتجاهها، لكن المجرم حذره من الاقتراب، وأكمل فتح النار على الجسد المتهالك حتى أنهى رصاصات المخزن في القلب.

وجدت الشرطة 18 رصاصة فارغة حول جثة الضحية ليلاً، وفي اليوم الثاني وجد الأهالي 3 رصاصات أخريات في نفس المكان، وبقي القاتل في القرية يراقب المكان، وفي صباح يوم الدفن خرج من منزله المقابل لمنزل بيت ضحيته وهو ينزف من يديه وصدره، في محاولة غير جدية للانتحار؛ فتم إسعافه وإلقاء القبض عليه.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد