ضعف تنفيذ الإصلاحات قوضت مكاسب النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بالتزامن مع إحياء يوم المرأة العالمي، أكدت منظمة العفو الدولية، أن النساء لا زلن يعانين من التمييز المجحف والعنف بصفة يومية، في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل تقاعس الحكومات الشديد عن وضع حد لعمليات الاعتقال والاختطاف والاغتيال التعسفية، وما يسمى بالقتل من أجل “الشرف”، وغير ذلك من أشكال العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “في السنوات الأخيرة، في حين انتصرت المدافعات عن حقوق النساء في جميع أنحاء المنطقة في معارك مهمة حققت تقدماً محدوداً لحقوق النساء، ولا سيما من خلال الإصلاحات التشريعية التي تلغي القوانين التمييزية المجحفة؛ فقد طمست الحكومات هذا التقدم إمّا بارتكابها العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي الذي لا يزال له تأثير مدمر على حياة النساء أو على الأقل، بالموافقة عليه.

وتطرقت إلى بعض التقدم الذي أحرز في عدة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال حقوق المرأة على المستوى التشريعي والمؤسسي. ويشمل هذا التقدّم إصلاحات طال انتظارها للنظام التمييزي المجحف لولاية الرجل في السعودية، ورفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات، وإنشاء آلية لتقديم الشكاوى لضحايا العنف الأسري في تونس، وتوفير مأوى للنساء المعرضات لما يسمى بـ “جرائم الشرف” في الأردن.

ومع ذلك، فقد طغى على هذه المكاسب استمرار العنف والتمييز المجحف الذي تواجهه النساء، لا سيما في مسائل الزواج، والميراث، وحضانة الأطفال، وقد قوضها ضعف تنفيذ الإصلاحات، واستمرار حرمان النساء من دورهن الفاعل وقدرتهن على تمثيل أنفسهن.

وتابعت منظمة العفو الدولية بالتأكيد على استمر تسجيل وقوع ما يسمى بعمليات القتل من أجل “الشرف” في: العراق، وإيران، والأردن، والكويت، وفلسطين؛ حيث تقاعست السلطات عن اتخاذ إجراءات لمقاضاة الجناة، أو معالجة القوانين التمييزية المجحفة أو المعايير الجنسانية الكامنة وراء هذه الجرائم التي تسمح بانتشار هذا العنف. وفي العديد من البلدان، واجهت المدافعات عن حقوق الإنسان تهديدات – بما في ذلك تهديدات بالاغتصاب – أو الترهيب، أو حظر السفر، أو حتى الاعتداءات العنيفة والقتل، من قبل جهات فاعلة حكومية، وغير حكومية، تسعى إلى إسكات أصواتهن.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد