النساء والفتيات في لبنان عاجزات عن إدارة دورتهنّ الشهرية وصحتهنّ في خطر!

سلّطت صحيفة “لوريون لو جور” الفرنسية الضوء على معاناة النساء والفتيات مع ارتفاع أسعار المنتجات الصحية، حيث بتن يلجأن إلى خيارات أكثر خطورة، في خضم الانهيار الاقتصادي في لبنان، لإدارة فترات دورتهنّ الشهرية.

وفي دراسة لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) تم إجراؤها العام الماضي وتم عرض تفاصيلها الاسبوع الماضي وشملت مقابلة مع سبع وسبعين امرأة وفتاة من المجتمعات اللبنانية والسورية الضعيفة في جميع أنحاء البلاد، قالت شذى عقيق، أستاذة أبحاث الصحة العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت، “يتعين على العديد من العائلات تبني استراتيجيات جديدة للتكيف”، ووجدت الدراسة أن العديد من النساء والفتيات قد تحولن إلى استخدام حفاضات أطفال أو مناشف أو أقمشة أرخص وأقل جودة، وهي بدائل أقل نظافة ويمكن أن تشكل مخاطر صحية خطيرة.

وكان أحد أهداف الدراسة التي كلّف بها صندوق الأمم المتحدة للسكان تحديد ما إذا كانت منتجات نظافة الدورة الشهرية المستدامة والقابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن تكون وسيلة محتملة لمعالجة فقر الدورة الشهرية.

ووجدت الدراسة أن التحول تمامًا إلى الفوط القابلة لإعادة الاستخدام ، والتي يتم غسلها بعد كل استخدام ويمكن أن تستمر حتى خمس سنوات، من شأنه أن يقلّل التكاليف بنسبة تصل إلى 76 % سنويًا، في حين أن مزيج الفوط التي يمكن التخلص منها والقابلة لإعادة الاستخدام من شأنه توفير ما يصل إلى 35 % .

وجدت شذى عقيق وشريكتها البحثية زينة جمال الدين أن العديد من النساء والفتيات مهتمات بفكرة الحلول المستدامة من حيث المبدأ ، ولكن سيكون من الصعب تقديمها في الممارسة العملية.

فالتحدي الأوّل هو التكلفة. بينما رحبت النساء والفتيات بالتكلفة الأرخص على المدى الطويل، قالت جمال الدين ، إن احتمال إنفاق 60 ألف ليرة لبنانية على الفوط القابلة لإعادة الاستخدام دفعة واحدة كان مكلفًا للغاية ، “خاصة إذا كان هناك أكثر من امرأة أو فتاة في المنزل”، بالإضافة إلى ذلك ، أثار العديد مخاوف بشأن قدرتهم على الوصول إلى المرافق لغسل الفوط القابلة لإعادة الاستخدام بشكل صحيح وإيجاد أماكن لترك الفوط لتجف بشكل سري.

أمّا التحدي الثاني فسيكون وصمة العار والمعلومات المضللة، كخطوة أولى ، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان كتيب معلومات مع برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت لزيادة الوعي حول فترات الدورة الشهرية ونظافة الدورة الشهرية.

يذكر أن تقرير صادر عن منظمة بلان إنترناشونال نُشر في أبريل/نيسان 2020 كشف أنه من بين أكثر من 1100 شخص يعيشون/ن في مجتمعات ضعيفة، 66 % من المراهقات اللاجئات السوريات والفتيات اللبنانيات لا يمتلكن الموارد المالية لشراء الفوط الصحية، ومن المرجح أن يكون هذا الرقم قد ارتفع مع دفع المزيد والمزيد من الناس إلى الفقر المدقع أو فقدوا/ن وظائفهم/ن ومع ارتفاع أسعار السلع، كما أن نقص الأدوية على نطاق واسع، صعّب العثور على مسكنات الألم الأساسية مثل الإيبوبروفين للتعامل مع آلام الدورة الشهرية وجعلها تحديًا أيضًا.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد