مش “كلمة وبتقطع” هذا اسمه تحرشا لفظيا وهذه وسيلة جديدة لمواجهته
كم من المرّات تعرّضت فتيات للتحرّش الجنسي في كل الأماكن ومن شتى المستويات الاجتماعية والاقتصادية، من دون ان نعرف كيف نخبر عن الأمر؟
لفظٌ ناب أو لمسة وقحة، “بتصير”، “قد نسمع مثلها وغيرها”، لكن لا…”مش عادي”. ذلك التصرّف الذي قابلته كان اسمه “تحرشاً لفظياً” وليس “كلمة وبتقطع”.
مواجهة هذا التحرش بات ممكنا اليوم من خلال موقع الكتروني اسمه “متعقّب للتحرّش” هدفه تغيير كل الخرافات أو المفاهيم المجتمعية الخاطئة على المدى البعيد. www.harasstracker.org هو الموقع الذي يمكن لأي شخص الدخول إليه لتسجيل حالة التحرّش التي تعرّض لها، وتحديد المنطقة التي حصلت فيها الحادثة على الخريطة.
ثلاث نساء لبنانيات أنشأن الموقع ناي الراعي عملت على إنشاء محتوى الموقع الالكتروني مع ميرنا المير التي صمّمت الموقع، وساندرا الحسن التي عملتْ على إنشاء الخريطة التفاعلية وشكل الاستمارة التي تحدد هوية الشخص الذي تعرّض للتحرش او كان شاهداً عليه.
لكن كيف يواجه هذا الموقع التحرش ؟
ناي الراعي أوضحت أهداف انشاء “المتعقّب”، وأهمها “إتاحة المجال للنقاش الجدّي حول موضوع التحرّش، تغيير مفاهيم التحرّش على المدى الطويل، والأهم إتاحة المجال لمن تم التحرّش به/بها لوضع المفاهيم بدلاً من الاستمرار في تبني مفاهيم تتعلق بالتحرّش صنعها من لا يؤمن بوجود هذا الجرم أساساً”.
ويهدف “متعقّب التحرّش” الى حصول تغيير ما في النص القانوني الذي لا يزال مبهماً في ما يتعلّق بفعل التحرّش الجنسي، فيتيح للمشرّع الاجتهاد بالطريقة التي يريدها.
وما هو أسوأ من نصنا القانوني “المهترىء” هو بنية المجتمع غير الحاضنة، التي تمتد، بحسب ناي، وبحسب ما نرى يومياً، من المنزل إلى الحيّ، فرجل الأمن “الذي قد يتحرّش بمن تبلّغ عن التحرّش
محاسبة المتحرّش غير ممكنة فعلياً على االموقع الالكتروني، ولن يشهّر باسمه أو صفاته، إلاً أنها ممكنة لناحية المحاسبة المجتمعية، وفق ناي.
التقليل من نسبة المتحرّشين هو المطلوب بعد هذه المبادرة التي ليست الأولى من نوعها في لبنان، غير انها في نظر القيّمين عليها تقدّم “الأداة والموارد اللازمة” للتبليغ عن التحرّش وتمكين المرأة من الوقوف في وجه التحرّش.
أما بالنسبة لردود الفعل فقد عكست حماسة تجاه المبادرة، حيث سجلت 5 تقارير عن حالات تحرّش على الخريطة التفاعلية منذ يوم الثلثاء 23-02-2016(تاريخ انطلاق المبادرة).
المصدر: موقع جريدة “النهار” – زينة ناصر