نكسات قديمة جديدة تستقبل يوم المرأة العالمي 2016‏

الثامن من آذار ، هذا التاريخ لايتخطى لعدد من اللبنانيين/ات بعده السياسي الا انه بالنسبة لاشخاص آخرين يعتبر فرصة مهمة للتعبير عن قضيته ومناصرتها، قضية تسهم الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان على ترسيخ ظلمها وتهميشها، قضية امرأة لبنانية تكافح قوانين اغلقت  السياسة عليها الأدراج وأقفلتها  .

في لبنان اغتنم ناشطون/ات مناسبة يوم المرأة العالمي لالقاء الضوء على واقع المرأة اللبنانية فمنهم/ن من استعرض الحوادث التي شهدها لبنان في الأشهر القليلة الماضية من جرائم قتل الزوجات، وإختطاف القاصرات بغية الزواج منهن غصباً عن اولياء امورهن، وعمليات الاغتصاب، والعنف بحق العديد من النساء، ومنهم من تحدث عن حرمان المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني حقها في منح جنسيتها لأولادها، وكذلك تهميش المرأة في الوظائف والمناصب الرسمية.

هذا ناهيك عن الواقع السيء  الذي لم تعرفه المراة اللبنانية في العقود الماضية خاصة لجهة قتلها بدم بارد على مرأى من أولادها، كما جرى مع رولا يعقوب، أو أمام أهلها، كما جرى مع منال عاصي.

ويبدو ان «الحبل على الجرار» طالما لم يُقر قانون حماية المرأة من العنف الأسري، وطالما يجد من يرتكبون الجرائم من يدافع عنهم ويحميهم لأسباب سياسية أو طائفية، وطالما ترتكب المخالفات في عمليات إجراء عقود الزواج ولا من يحاسب.

 ومع سؤال طرح عن حقوق النساء في لبنان البلد الذي لطالما تغنى بالديمقراطية وبأنه «منارة الشرق»؟ ننتقل الى سؤال آخر طرحه الدكتور عبد السلام السيد أحمد الممثل الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الانسان في صحيفة السفير  فقال يوم المرأة العالمي.. مناسبة للإحتفال أم دعوة لصحوة الضمير العربي؟؟

وفي معرض مقاله سرد اسباب طرحه للسؤال فشرح واقع المرأة العربية في ظل الظروف الصعبة التي  يمر بها الوطن العربي حيث تخبو الأصوات المطالبة بالمساواة بين الجنسين وتكريم المرأة امام هول ما تتعرض له في دول مزقتها النزاعات المسلحة كسوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين. وأكد انه في الألفية الثالثة  عدنا عقوداً للوراء فنطأطيء الرأس خجلاً من الإنتهاكات التي ترتكب بحق المرأة وقد ارتكب تنظيم داعش في سوريا والعراق أعمالاً وحشية وإعدامات واستعباداً للنساء وتزويجهن قسراً والاعتداء الجنسي عليهنّ . أما ليبيا فقد زادت معاناة المرأة بعد فرض بعض الجماعات المسلحة  المزيد من القيود عليها واغتيال الناشطات وخطف النساء واغتصابهن لا سيما الفتيات. وفي اليمن تتعرض المرأة  للقتل، والإصابة، والإعاقة، ويتم استهدافها بالأسلحة وُتعاني من التفكك الاجتماعي والاقتصادي. وفي فلسطين أصبحت مؤخراً تتعرض للقتل العبثي ، والاعتداءات من قبل جنود الاحتلال إلى جانب الانتهاكات الأخرى التي مورست عليها طوال 68 عاما.

واقع زادت من وطأته الحروب وما نتج عنها من آثار سلبية على الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، حروب أضيف عليها إهمال البحث والتحليل وجمع البيانات في إطار زيادة الوعي والمعرفة بأثر هذه المنازعات والحروب على حياة المرأة ، فكيف نحسن واقع النساء إن كان هناك جهل بهذا الواقع .

عيد بأي حال عدت يا عيد ….. وفي كل احوال العيد  تحية للمرأة العربية عموما  واللبنانية خصوصا والف سلام لكل نساء العالم في يومهن.

 

المصدر : السفير + التمدن

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد