هل هناك وظائف ما زالت حكراً على الرجال فى مصر؟
رغم حدوث تطور كبير لمصلحة المرأة المصرية في مجال الأعمال،لا يمكن تقديم إجابة حاسمة على هذا السؤال، حيث لا تزال هناك عوائق كثيرة تقف دون تمكينها بسبب الموروث الديني والاجتماعي.
ففي الوقت الذي ما زالت المرأة ممنوعة من العمل في القضاء (عدا المحاكم الدستورية والإدارية) أو في تولي منصب “قسيسة” أو محافظ، نجحت نساء كثيرات في تحدي المجتمع والعمل في مهن ارتبطت بالرجال.
رصيف22 يذهب إلى لقاء أربع سيدات رائدات كسرن حاجز مهن كانت حكراً على الرجال.
أول قبطانة مصرية مروة السلحدار أكدت أن الأفكار الذكورية تسيطر على مجتمعنا ، ولفتت إلى أنها كانت أول فتاة مصرية تلتحق بقسم النقل البحري حيث حاولوا هناك إيجاد أية ثغرة تحول دول قبولها، إلا أن القانون كفل لها هذ الحق”. وتضيف: “والدي أيضاً، ذو الجذور الصعيدية، كان يرفض قراري ويتحفظ عليه لأن حياتي أنتقلت بالكامل للإسكندرية، لكنني تمكنت عبر محاورته من دفعه لتقبل الأمر ولو على استحياء”.
ومن الإسكندرية شمالي مصر إلى الصعيد في الجنوب، وتحديداً في إحدى قرى محافظة أسيوط التي تبعد عن القاهرة نحو 375 كيلومتراً، حيث ارتبط إسم العمدة بالنفوذ والقوة والرجولة، قبل أن تنجح إيفا هابيل في تغيير ذلك عندما أصبحت فى عام 2008 أول امرأة مصرية تتولى منصب العمدة.
هابيل الحاصلة على ليسانس حقوق نافست ستة رجال على منصب عمدة قرية “كمبوها” ليصبح المنصب في النهاية من نصيبها، ثم تسير على خطى جدها ووالدها الذي كان عمدة للقرية نفسها قبل وفاته عام 2002، وتسيّر شؤون رجال ونساء قرية يزيد تعداد سكانها على 13 ألفاً.
أمل سليمان المرأة التي اتهمها رئيس القلم الشرعي في محكمة مدينة القنايات بمخالفة شرع الله رافضا ، استلام أوراق ترشحها لوظيفة المأذون الشرعي في المدينة، قبل أن يتراجع عن موقفه بعد تدخل رئيس المحكمة. وفازت حينها سليمان بالمنصب كأول سيدة في العالم العربي، بعد منافسة مع 11 رجلاً.
منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، ما زالت الساحة السياسية فى مصر تشهد أحداثاً حافلة. ومن بين المواقف التي قد لا يستطيع المواطن المصري نسيانها، فوز الدكتورة هالة شكر الله بمنصب زعيم حزب الدستور، لتكون بذلك أول سيدة تترأس حزباً سياسياً في مصر، قبل أن تتقدم باستقالتها فى أكتوبر العام الماضى.
ورغم تجربتها غير المسبوقة، انتقدت ما وصفته بالنظرة الدونية والتهميش اللذين تعاني منهما المرأة المصرية، مشيرةً إلى أن المجتمع ما زال يرى المرأة كائناً أدنى لا يستطيع أن يقود أو يتحمل المسؤولية ويتم حصارها في المشكلات الأسرية فقط، وهو ما دعت للتغلب عليه من خلال تخصيص كوتة للمرأة في جميع المناصب القيادية.
وأخيرا تبقى سجلات التاريخ مفتوحة لتدون أسماء مصريات أخريات قد يحطمن الحواجز وقيود المجتمع وينجحن في تقلد مناصب ووظائف جديدة، إلى جانب نخبة من الرائدات أمثال لطيفة النادي أول طيارة مصرية، وحكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية، وعائشة راتب أول سفيرة مصرية، وراوية عطية أول ضابطة في الجيش المصري، وسميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية.
المصدر: رصيف 22