حظر تجوال سياسي على المرأة اللبنانية ودعوات إلى التزامها المنزل
كليّات لبنان تعجّ بالمهندسات وخريجات ادارة الأعمال والناشطات الحقوقيات الى حدّ الاكتظاظ فهي لم تتخرج لبروزة الصورة وتعليقها على الحائط فتستقطب عرسان الضيع المجاورة كي تعلّم أولادهم، الصبيان منهم.
الحديث يأتي في معرض الرد على آراء صبت مشاركة النساء في الانتخابات البلدية ترشيحا واقتراعاً في قالب ينزع عنها أهلية التعاطي بالشؤون العامة ، ويقيدها بالشؤون المنزلية و كأن العمل البلدي ربّما يحتاج إلى إدارته وتنظيمه فكر رجلٍ تقليديٍّ متزمّت لا أكثر.
كيف يقرأن المرشحات الفائزات والمشاركات في الاستحقاق البلدي النصائح التي تدعوهن الى الالتزام بدورهن المنزلي بعيداً من مختار المخاتير؟
يسرى صيداني كانت أبرز النساء اللواتي تفوّقن في انتخابات بلديّة بيروت بعد حصولها على أعلى نسبة تصويت بين جميع المرشحين مشّكلةً بذلك سابقة يتوقّف عندها. وفي حديث لـ”النهار” كان لها موقف إزاء الحملات الموجّهة ضدّ دور النساء في الانماء. تقول: “ارى ضرورة التزام المرأة بواجباتها المنزليّة وهذا لا يتناقض مع عملها او نشاطها في الحقل الاجتماعي العام بل يتكامل معه.
لا تستطيع صيداني التعليق على دعوات حصر دور المرأة في الاعمال المنزليّة تحديداً غير أنها ترى أن كثيراً من التعليقات السلبية حول عمل النساء يأتي من عدم ادراك ومعرفة بقدرتها وكفيتها على إحداث التغيير المطلوب. برأيها إن العمل البلدي يتطلّب معرفة بواقع الناس المعيشي والاجتماعي وثمة الكثير من النساء اكثر التصاقاً بواقع الناس من هذه الناحية.
بدورها تعتبر الفنانة سينتيا كرم التي سبق لها أن ترشّحت عن عضوية المجلس البلدي في بيت الدين أن هذه المواقف السلبية لا تستحق عناء الرد عليها لأن لا قيمة لها. وتقول في حديثٍ لـ”النهار”: “لن أغيظ نفسي وأنخفض الى هذا المستوى الدنيء للرد. هو متربٍّ وفق هذه الأجواء ويراني بمثابة نكرة ولا يسعني سوى احترام رأيه لأن هذه تربيته في النهاية. ولكن اذا أردت أن أرد بشكلٍ عام أقول إن لا أحد يستطيع أن يبني منزلاً أكثر من الأم. البلديّة أشبه بمنزلٍ جامعٍ كبير، ولا أحد أكثر من المرأة يعلم كيف يدير شؤون البيوت من خلال حنانها واحترامها وثقافتها ورقّتها”.
المصدر: النهار