“أبعاد” تتحدّى الصورة النمطية الجندرية والعنف ضدّ النساء عبر “برنامج ر”
تعمل منظمة «أبعاد»- مركز الموارد للمساواة بين الجنسين في لبنان منذ إنطلاقها على أهداف إستراتيجية عدّة أبرزها إشراك الرجال في مناهضة العنف ضد النساء وذلك بهدف بناء مجتمع سليم يكفل المساواة والعيش الكريم لأفراده. وقد أطلقت المنظّمة في وقت سابق العديد من المبادرات والحملات بهدف تمكين وحماية النساء وتحفيز الرجال على لعب دور أساسي في سبيل رفع التهميش الواقع على النساء وإحقاق المساواة.
«أبعاد»، الحاصلة على جائزة «Womanity»للعام 2014، أطلقت مؤخراً بالتعاون مع منظمة «Promundo»الدولية “برنامج ر”، المشتقّة تسميته من كلمة رجل، والذي سبق تطبيقه في 22 بلداً من الهند إلى البرازيل ودول أخرى حول العالم لأكثر من 15 عاماً بهدف إنهاء العنف ضد النساء والفتيات. وتباشر «أبعاد» العمل على البرنامج للمرّة الأولى في لبنان والدول العربية، بعدما قامت بتعديله ليتواءم مع الثقافة المحلية ومع أخذ مسألة النزوح بعين الإعتبار في عملية استغرقت أكثر من عام ونصف العام.
ويستند “برنامج ر”، الهادف لتشجيع الرجال على تحدي الصورة النمطية الجندرية وطرح الاسئلة حول الأفكار التقليدية المتعلقة بمفهوم الذكورية والمشاركة في وضع حد لكل اشكال العنف ضد النساء والفتيات، على دليل تدريبي خاص يستهدف الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و24 سنة ويعيشون في مجتمعات مهمشة ويتم تربيتهم في مناطق تشهد نزاعات ويتميزون بنظرة تقليدية للذكورية،ويلحظ قضايا التنشئة الاجتماعية، الحقوق الجنسية للجنسين، الصحة الإنجابية للنساء، بالإضافة إلى تغيير مفهوم الرجولة في المجتمع تمهيداً لتحويلها إلى رجولة إيجابية. كذلك، يتضمن البرنامج ورش عمل تفاعلية والعاب ونقاشات حول الطريقة التي يتم فيها تعليم النساء والرجال التفكير بما يعنيه أن تكون رجلاً أو امرأة وتأثير التنشئة الاجتماعية على ذلك ومعالجة الصور النمطية الجندرية وإعادة النظر في سلوك التعاطي الحالي مع تلك المسألة.
وفي هذا الإطار، شدّدت غيدا عناني، مؤسسة ومديرة منظمة «أبعاد»- مركز الموارد للمساواة بين الجنسين، على أن “العمل مع الرجال والشباب ليس فقط ممكناً بل مطلوباً” لأن هذا من شأنه “إنقاذ عدد كبير من النساء والفتيات والرجال والشباب من الآثار النفسية والجسدية والإجتماعية الخطيرة والسلبية للتمييز وعدم المساواة”. وأشارت عناني إلى أن الرجال والفتيان هم أكثر عرضةً للإدمان على المخدرات والكحول وللإنخراط في ممارسات خطيرة وعنفية، ولهذا السبب فهم بحاجة إلى الدعم والتوجيه والمساعدة، وهذا ما تصبو المنظمة بكافة برامجها ومن ضمنها “برنامج ر” إلى تحقيقه.