من منال إلى هيلانة..
من منال إلى هيلانة….
بعد التحية إلى من شاركت بصياغة قانون حماية النساء من العنف الأسري، أقول:
كنت أتطلع لسماع حكمِك بحق من أنهى حياتي، وجعل حياة إبنتي جحيماً أبدياً! وللأمانة، تطلعي لم يكن فعلاً لراحتي فقط، بل لراحة رولا ورقية وشيرين ونسرين وكثيرات غيري ممن ظُلمن وقُتلن ولم يجدن عدالة تنصفهن!
للأسف، تطلعي خاب، فمن إئتمنتها على عدالة قضيتي، كانت جلادة حكمت عليّ بغير حق ودون سماع روايتي.
فأنت يا “هيلانة” لم تكتفِ بتجاهل العنف الوحشي الذي تعرضت له والموثق في تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أنني”عانيت إثر الضرب المبرّح من كدمات في الجبين والعينين والخدين وجرح بعرض 7 سنتم في الفم، وجروح في الكتفين والرقبة والثديين والخاصرتين والمؤخرة وأصابع اليدين، إضافة إلى سحلي من شعري ورميي بطنجرة الضغط”.
أنت يا “هيلانة” لم تكتفِ بتجاهل ذلك، بل قمت بالحكم عليّ قائلة أنني قمتُ بعمل غير محق، الأمر الذي أثار “غضب” زوجي ودفعه لقتلي. هل هذا هو حكمك العادل، هل هذه هي العدالة التي تطلبين من النساء اللجوء إليها؟
حدثيني يا “هيلانة”، وأخبريني كيف ستتلقين خبر موت إمرأة جديدة قُتلت على يد زوجها الذي طمع في خمس سنوات سيخرج بعدها من السجن ليكمل حياته حيثما توقفت؟
حدثيني يا “هيلانة”, وأخبريني كيف ستنظرين إلى وجوه نساء عائلتك ومجتمعك، وأنت تعلمين أن أي واحدة منهن قد تكون ضحية حكمك الجائر؟
حدثيني يا “هيلانة”، وأخبريني، ما كان حكم قلبك وعقلك عند قراءة ما تعرضت له من عنف؟ ألم تفكري ثانية قبل قتلي مرّة ثانية بحكمك؟
حدثينييا”هيلانة”،وأخبرينيما كان شعورك عند سماع كلمات والدتي وعائلتي التي تعرضت للضغوط من قدح وذم ومهاجمة لتسقط حقها؟
حدثيني يا “هيلانة”، وأخبريني عن عدالة تقتل النساء بحجة “الشرف”، وتطلق سراح القتلة؟
حدثيني يا “هيلانة”، وأخبريني كيف ستنظرين إلى ضحية “غضب” زوجي التالية؟ وهل ستسامحين غضبه مجدداً؟
يا “هيلانة”، هل تعلمين لم كتبت إليكِ؟
كتبت إليكِ لأنني كنت أراهن على صدقك وعدلك في بلاد الفساد والزبائنية! وإيماناً مني بضميرك ظننتُ أن حكمك في قضيتي سيحقق العدالة لكل إمرأة قُتلت وتقتل شهرياً في لبنان نتيجة العنف الأسري!
كتبت إليك يا “هيلانة” لأسألك، هل أنصفت عدالتك “منال”؟ وهل إنتصرت بحكمكِ لضحايا العنف الأسري في لبنان؟
فقط أنتِ وضميرك المهني والإنساني من تملكون الإجابة على أسئلتي أعلاه!