هكذا تتحول الفتاة في الملاعب الرياضية إلى “حسن صبي”!
بينما تحرم المرأة في بعض الدول من حقها في الحضور إلى الملاعب ،يعاني بعضهن الآخر من إجراءات قاسية ومشددة لتنظيم عملية دخولهن تحت مسمى “منع الاختلاط والفتنة” في دول أخرى ، لنجد أن في لبنان الوضع مختلف فالمرأة تتحول عند دخولها إلى مدرجات الملاعب وعند خوضها غمار احتراف تجربة رياضية إلى “حسن صبي” .
عملية التحول استحضرتها صحيفة السفير اللبنانية التي سلطت الضوء على تجربتين الأولى لأسيل بسمة مدربة وعلى علاقة مباشرة بلعبة كرة القدم ، وهديل السيد إعلامية تعمل على تغطية المباريات.
اذن كيف ينظر الناس الى المرأة في ملاعب كرة القدم اللبنانية ؟ «السفير» اختارت هذه المجموعة واستطلعتها وكانت لها آراء متعددة في هذا المجال
أسيل بسمة
تقول اسيل بسمة «إن نسبة الثقافة الرياضية في لبنان دون المستوى عند البعض، وهذه اللعبة خاصة لن تتطور اذا بقيت هنالك هذه العقلية في الملاعب وعند مشجعي هذه اللعبة».
وعن أول مرة دخلت بها الى الملعب تضيف بأنها ذهبت بنفسها بتشجيع من عائلتها وكان كل شيء على ما يرام، ولم تفكر للحظة بحديث الناس وماذا يقولون، اذ ان لكل شخص حياة مستقلة، فهي ليست «حسن صبي» كما يطلقون عليها، وكرة القدم ليست لعبة خاطئة كما يفكر البعض بل على العكس هناك من يشجع على تطوير هذه اللعبة، وهنا يكمن دور العقليات الجيدة والمثقفة رياضياً أكثر من غيرها. وشددت على أن ليس كل من تحدث عن كرة القدم أضحى خبيرا في هذه اللعبة!
أما عن الانتقادات فاعتبرت انها لا تعنيها وهناك انتقادات بناءة وليست خاطئة بحقها، وبعضهم يتواصل معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأغلبية من أصحابها المقربين ويوجهون اليها التأنيب واللوم بالقول (شو قصتك انت معقول عم تلعبي فوتبول) وايضاً لاعبون معروفون في الوسط الرياضي، مع العلم ان هؤلاء يجب أن يتمتعوا بالثقافة الرياضية العريقة (اسيل ليه عم تلعبي فوتبول؟ البنت للبيت والغسيل والشطف والمطبخ). وتؤكد بسمة أن للمرأة حياة اجتماعية ايضاً خاصة بها وهذا لا يكسر حاجز أنوثتها أبداً.
ورغم هذه الانتقادات، هناك من يشجعها على اللعب والوصول الى طموحها وحلمها، ومنهم من يشجعها على الاحتراف في الخارج ويساعدها ويساندها بكل خطوة تخطوها.
وطلبت من المشجعين استعمال محرك البحث للاطلاع على لعبة كرة القدم ومعرفة مدى تطورها وكيفية انتشارها في العالم.
وختمت اسيل حديثها بالقول انها تحترم كل ما يوجه لها من انتقادات، ولكن هي «اسيل» الفتاة المدربة المدرسة واللاعبة الرياضية وليست «اسيل» الرجل كما يفكر البعض، لكن الرجال في الملاعب هم من يجبرون الفتيات على التعامل معهم بطريقة شبه ذكورية.
هديل السيد
تقول السيد «حين دخلت الى أرضية الملعب تفاجأ الجميع بحضوري، اذ نحن كمجتمع عربي العقلية الشرقية تطغى عليه، فكرة ان كرة القدم للرجل.. ولكن هذه النظرة تغيرت مع الوقت، فالجميع يعرف أنني أعمل لدى نادي الأنصار الرياضي».
عملت السيد في الإعلام الرياضي من بواية نادي «الأنصار»، ولم توقفها نظرة الناس اليها، وتقول في هذا الإطار: «كنت أسمع الكثير مثل (جاي على ملعب فوتبول للرجال)، ان الانتقادات كثيرة ولكن تعود الى نفسية الأشخاص، فالأصابع لا تتشابه ايضاً».
وتعتبر السيد أي حركة وهي موجودة في الملعب شيئا طبيعيا، وتشير الى أن من يريد ان يظن بابتسامتها أمرا خاطئا فهذا شأنه .. وتضيف: «تربطني علاقة صداقة مع كثيرين والحمد لله منذ اربع سنوات في نادي الأنصار والجميع يحترمونني كما أحترمهم».
اذاً، عمل الفتاة في الملاعب ليس بخطأ، فالفتاة في أي مجال هي مسؤولة عن كل خطوة وكلمة لها، وهو ما تؤكده السيد التي ختمت: «الفتاة المحترمة لو كانت بين ألف رجل تبقى واعية وعلى ثقة بنفسها انها موجودة لتثبت نفسها وتعمل من دون الاستماع لأحد، ولكن أشدد وأكرر الطموح ثم الطموح فقط لا غير».
أما المشجعة التي رفضت البوح باسمها وتكون وهي في المدرجات على تماس بشكل أقرب الى الرجال فتؤكد أن وجودها لا يختلف عن هؤلاء «نسمع الكثير من الشتائم لكننا لا نعيرها أي اهتمام، فالمرأة يجب أن تكون متفرجة تتمتع بالمباراة ولا يجوز أن تختلط بطريقة تهدم أنوثتها وتسيء اليها، فكرة القدم في لبنان هي غير تلك في أوروبا والعالم، ويجب أن نتعلم ونحترم ونقدر ونشعر بوجود الفتاة على المدرجات ونقيم لهذا الأمر وزنا، وعندها ستكون ملاعب كرة القدم محطة مستمرة لوجودنا وتكاثرنا اذا اقتضى الأمر».