أطفال وطفلات من لبنان يتحولونن إلى سلع جنسية تتنافس على الإغراء والجمال
يقول الإعلان الترويجي “21 طفل وطفلة حملوا كمال لبنان بذكاهن وبرائتهن”. ولكن مهلاً، هل يعي فعلاً القيمين\ات على هذا الإعلان وهذه المناسبة معنى البراءة؟ هل يدركون ماذا هم\ن فاعلون/ات ببراءة الأطفال والطفلات اللذين\ اللواتي يعرضون\ن أجسادهم/ن على شاشات التلفزة ويصنّفونهم\ن بحسب الإغراء والجمال؟
طالعتنا إحدى شركات الإنتاج في لبنان، هنود بروداكشن، مؤخراً بتنظيم حفل إنتخاب ملكة وملك جمال أطفال لبنان، في خطوة تعدّ إستغلال صارخ للطفولة. على شاشة الأو تي في، يطلّ علينا أطفال وطفلات بأجسادهم\ن، نعم وكأنّ جمال هؤلاء الورود يكمن بجسدهم\ن فقط، أجساد تتمايل وتتراقص مع تبرّج يبدأ بأحمر الشفاه ولا ينتهي بمستحضرات تجميلية أخرى، في ظلّ تصفيق وتهليل الأهل ولجنة التحكيم. يحيي الحفل طفل آخر، كريم عبدو، وصفته مقدمة السهرة “بالموهبة” علماً بأن مراجعة سريعة لأغاني هذه “الموهبة” تظهر بأن لا علاقة لها بالطفولة، بل تتحدّث وبطريقة عنفية عن الخيانة والإنتقام والجرح والوجع، في مشهد يدفعك للتساؤل “أين الطفولة”؟
إن ظاهرة تسليع وتنميط الأشخاص وبشكل خاص النساء، تبدأ منذ نعومة أظافرنا، حيث تتم تربية البنات على أنّ الجمال خارجي بالدرجة الأولى وله معايير وقوالب جاهزة عليكي التماهي معها وإلّا فمصيرك النبذ والتمييز والحرمان من إمتيازات عدّة على رأسها كسب حبّ وإعجاب المحطين\ات بك. وما الحفل المذكور أعلاه، والذي يتدرّب الأطفال فيه على الإغراء والإستعراض أمام الكاميرا من طريقة المشي إلى حركات الجسد وتعابير الوجه، إلاّ تكريس فاضح للنظر إلى الأطفال\ الطفلات كسلع جنسية وأجساد وبراءة يتمّ المتاجرة بها وإستغلالها من أجل جذب الجمهور وتحقيق مكاسب مادية على حساب الطفولة المعروضة بالمزاد للمفاضلة والتصنيف، في ظلّ تقاعس الدولة عن مسؤوليتها في حماية حقوق الأطفال والطفلات، وغياب الوعي لدى الأهل والإعلام والمجتمع حول مدى خطورة التنميط والتسليع على أولادهم، وعلى نظرتهم\ن لأنفسهم\ن، وثقتهم\ن بقدراتهم\ن.