الحل مش بالفستان الأبيض
فتيات يلبسن الشاش الأبيض، ملطخًا ببعض البقع الحمراء، وفوق رؤوسهن قماش شفاف أبيض ، يقفن أمام مجلس النواب في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت، في لوحة صامته أرادت بها منظمة “أبعاد” إيصال رسالة مفادها الأبيض ما بيغطي الإغتصاب ما تلبسونا 522 وهو شعار الحملة الإعلامية التي تستند إلى اقتراح قانون قدمه النائب إيلي كيروز يطلب من خلاله إلغاء المادة ، التي تحوّل المغتصب إلى زوج وتحول الضحية إلى ضحية كل يوم .
وعلى قاعدة أن عدو كل إنسان جهله ، وأن 1% فقط من اللبنانيين/ات يعلمون بوجود المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني ، انطلقت منظمة أبعاد في حملتها ، رافضة أي نوع من التعديل على هذه المادة ، باعتباره لا يحقق الغرض المطلوب لاسيّما وأن المادة تمس بكرامة المرأة وتقوم بجلدها إلى جانب المعتدي والمجتمع أيضاً، بحيث تجد الفتاة نفسها مرغمة على القبول بالمغتصب زوجاً لها خوفاً من العار وبحكم التقاليد والإجتماعية.
مسؤولة الحملات في منظمة “أبعاد” علياء عواضة أكدت أنّ الهدف من الوقفة تذكير لجنة الإدارة والعدل في مجلس النواب اللبناني بإصرار الحراك الإعلامي والميداني والسياسي الذي تقوده مؤسسة “أبعاد” على إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني التي توقف ملاحقة المغتصب في حال تزوج من الضحية.
وعن سبب اختيار المشهدية الصامتة في ساحة رياض الصلح، قالت عواضة “لدينا معلومات أكيدة من قوى الأمن الداخلي اللبناني أنهم يتلقون كل أسبوع 3 بلاغات عن حالات اغتصاب، أي بمعدل حالة كل يومين” وأنّ دراسة ميدانية أجرتها مؤسسة “أبعاد” أشارت إلى أن 40% من الحالات لا يُبلغ عنها، حيث يتم تزويج الضحية لمُغتصِبها وينتهي الأمر بهذا الشكل.
واقع يرفض تعديل المادة ويدفع باتجاه إلغائها وبين الإلغاء والتعديل تبقى الكلمة الفصل للجنة الإدارة في اجتماعها التالي، وكانت اللجنة ناقشت نصّ المادة الأسبوع الماضي حيث اكتفت ببيان أعلنت خلاله أنها استمعت إلى رأي وزارة العدل ونقابة المحامين “وبعد التداول والمناقشة بين أعضاء اللجنة توافقت على المبادىء الأساسية التي يرمي إليها الإقتراح المقدم من كيروز، على أن تتابع عملها بعد التدقيق لجهة الصياغة نظراً لدقة النتائج التي تترتب”.