ما الأخطر، العنف أم العري؟
عندما تكون نسبة النساء اللواتي لا يبلغن عن العنف الذي يمارس ضدهن في تونس 81% ، يصبح لزاماً التحرك بشكل لافت ، ومن هنا انطلقت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بحملة التوعية لمواجهة العنف ضد النساء من خلال حملة “وري تونس” .
الحملة كانت عبارة عن موقع الكتروني نشر فيه صورا تظهر نساء عاريات بآثار تعذيب وعنف، وقد اختارت الصفحة عنوان حملتها: “ما الأخطر، العنف أم العري؟”
حظيت الحملة باهتمام إعلامي وشعبي كبيرين، شاركت فيها ، ممثلات تونسيات، من بينهن الممثلة السينمائية، فاطمة بن سعيدان، والممثلة الشابة ريم البنا .
رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات في تونس منية بن جميع، أكدت أن فكرة حملة “وري تونس” المنددة بالعنف، والتي تبنتها الجمعية، انطلقت من صورة “صادمة” نشرها الفوتوغرافي تونسي كريم كمون لامرأة متزوجة، تحمل آثار عنف وتعذيب في كامل جسدها من قبل زوجها.
وهذه الصورة أثارت جدلا واسعا العام الماضي؛ ما دفع إدارة فيسبوك إلى حذفها نتيجة حجم التبليغات ضدها.
ولفتت منية بن جميع إلى أن الجمعية النسوية بمختلف مكاتبها المحلية في تونس العاصمة وبنزرت والقيروان وسوسة تستقبل يوميا عشرات النساء اللاتي وقعن ضحية العنف، و70 % منهن وقعن ضحية العنف الزوجي، والأخريات ضحية عنف جنسي في المجتمع.
وبحسب آخر الإحصاءات، فإن 47.6 في المئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 عاما تعرضن ولو مرة في حياتهن للعنف. والعنف المادي والجسدي هو الأكثر شيوعا بنسبة 31.7%، يليه العنف المعنوي بنسبة 28.9%، ثم العنف الجنسي بنسبة 15.7%، وأخيرا العنف الاقتصادي بنسبة 7.1%. فيما تتعرض 53.5% من النساء لأحد أشكال العنف بجميع أنواعه الجنسي والنفسي والجسدي.
يذكر أن وزارة المرأة التونسية كانت قد طرحت مشروع قانون جديد لمواجهة العنف ضد المرأة، يجرم العنف الواقع من أحد أصول الضحية أو أحد الزوجين أو أحد المفارقين أو أحد الخطيبين، والمعتدي الذي تكون له سلطة على الضحية أو استغل نفوذ وظيفة، وهو ما سيوفر حماية أفضل للمرأة في كل الأوساط التي توجد فيها.
المصدر: روسيا اليوم