الصحفيات في خطر!
تتعرض الصحافيات للمضايقات والتحرش عبر الإنترنت ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يتعرض له أقرانهن من الصحفيين الرجال ، وذلك وفقا لبيانات تم جمعها من قبل أحد المراكز البحثية البريطانية ــ«ديموس».
كما أن ربع المضايقات الواقعة على الإنترنت كانت من نصيب الصحفيات على وجه التحديد وذلك بحسب استطلاع للرأى بتقرير صدر عام 2014 من قبل المؤسسة الدولية لإعلام المرأة والمعهد الدولى لسلامة الأخبار.
وفي هذا السياق تضيف الكاتبة «لاورا ثومبسون» المتخصصة بموضوعات الهجرة والعدالة الجنائية ، حول ما تتعرض له بعض النساء وبخاصة الصحفيات من مضايقات واعتداءات عبر الإنترنت وبشكل خاص من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، وسبل حماية النساء والتصدى لمثل هذه الممارسات، إن وقائع مثل هذه الأمور التى تحدث للنساء قد دفعت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية إلى إصدار تقرير خلال فبراير الماضى يركز على مكافحة إساءة استخدام الإنترنت وبخاصة تجاه الصحفيات.
حيث صرحت «دونجا ميجاتوفيك» مسؤولة حرية وسائل الإعلام بالمنظمة «إننا نشهد تهديدات عديدة بالاغتصاب والقتل ضد المهنيين وبخاصة عند قيامهن بالكشف عن الفساد بمجتمعاتهن، هذا ليس متعلقا فقط بكونهن صحفيات ينتقدن الأوضاع حولهن، بل لكونهن إناثا». كما أكدت أنهن الآن يعملن مع الحكومة من أجل التنسيق لوضع الآلية الملائمة التى يمكن من خلالها معالجة ذلك الأمر.
تضيف الكاتبة بأن الاعتداء على الصحفيات عبر الإنترنت يمثل جزءا ضئيلا من قضية كبيرة، فالنساء بشكل عام وليس الصحفيات فقط أصبحن عرضة للإباحية وجميع أنواع المضايقات الجنسية المتواصلة عبر الإنترنت، الذي بات نافذة لبث كراهية هؤلاء المرضى إزاء النساء. وللأسف يأتى جانب كبير من هذه الانتهاكات من قبل أشخاص يعرفن هؤلاء النساء بالفعل، وذلك وفقا لما قالته ثريا شيمالي ــ صحفية مستقلة ساهمت فى إطلاق مشروع بأحد المراكز الإعلامية المتعلقة بالمرأة من أجل رفع درجة الوعى بذلك الموضوع وتقديم الحلول المناسبة للتصدى لما يتعرض له هؤلاء النساء.
من الصحافيات إلى النساء اللواتي تتعرضن للمضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فإن المسؤولين عن إدارة هذه الوسائل قد اعترفوا بأنه حتى الآن مجهوداتهم فى ذلك الصدد من أجل حماية مستخدميهم لم ترق بعد إلى الشكل المأمول.
تختتم الكاتبة بالتأكيد على ضرورة التدخل الحكومى وسن القوانين لمكافحة هذه الأمور التى تتعرض لها النساء بشكل حاسم وصارم ولكن فى الوقت نفسه لابد ألا تؤدى إلى تضييق حرية التعبير، ذلك بالطبع أمر صعب تحقيقه وبخاصة على المدى القصير ولكنه ليس بالأمر المستحيل.
المصدر: الشروق