إطلاق حملة “بدون وجه حق”
تطلق نظرة للدراسات النسوية حملة “بدون وجه حق” في إطار المشاركة في الحملة العالمية “16 يوم من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء”، والتي تبدأ في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وتنتهي في العاشر من ديسمبر في نفس العام وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. تسلط حملة “بدون وجه حق” الضوء على العنف المبني على النوع الذي تتعرض له الصحفيات والمحاميات في مصر من فاعلين مختلفين في ظل غياب آليات للحماية، ويأتي ذلك خاصة في إطار تركيز حملة ال “16 يوم” العالمية على مناهضة العنف في أماكن العمل.
تسلط حملة “بدون وجه حق” الضوء على العنف المبني على النوع الذي تتعرض له الصحفيات والمحاميات في مصر
تتعرض النساء في مختلف المجالات (في المجالين الخاص والعام وفي مجال العمل) إلى العديد من وقائع العنف المبنية على أساس نوعهن، وتتعرض الصحفيات والمحاميات بشكل خاص إلى العديد من الانتهاكات بسبب ما تتطلبه طبيعة عملهن من اشتباك مع المجال العام، ومع قضايا شائكة قد تعرضهن للمخاطر. وبينما يكون المحامون والصحفيون أيضا عرضة للمخاطر خاصة في ظل السياق المصري الحالي وما يفرضه غلق المجال العام من عراقيل، إلا أن نظرائهم من النساء يتعرضن لعبء مزدوج حيث يعانين من نفس مخاطر المهنة، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف المبني على النوع. تتعرض الصحفيات والمحاميات إلى العنف من فاعلي الدولة و المجتمع، وبالإضافة إلى ما يشكله هذا العنف في حد ذاته من انتهاك لأجسادهن وكرامتهن الإنسانية، ففي أغلب الأحيان يكون له تبعات أخرى أيضا مثل تفضيل بعض النساء القيام بأعمال إدارية، أو حتى ترك العمل إذا كان العنف الذي يتعرضن له من قبل زملائهن، وهو ما يؤثر على فرصهن المهنية ويحد منها. وفي ظل غياب آليات وتدابير واضحة داخل المؤسسات والنقابات لمناهضة العنف ضد النساء، كثيرا ما تقابل اختيارات الناجيات من المحاميات والصحفيات بالتصدي لما يتعرضن له من عنف سواء بطرق رسمية أو غير رسمية بالوصم، وهو ما يجعل مواجهة هذه الجرائم أمر شديد الصعوبة. لذا، ترى “نظرة للدراسات النسوية” أهمية تسليط الضوء على هذا النوع من العنف، في إطار الاهتمام بقضيتي العنف الجنسي ووجود النساء في المجال العام.
تتناول الحملة عدة محاور من بينها تعريف أشكال العنف التي تتعرض لها المحاميات والصحفيات، واقتراح تدابير للحماية سواء عن طريق تبني السياسات داخل النقابات أو تعديل التشريعات وذلك عن طريق نشر مقالات ومقاطع مصورة لصحفيات ومحاميات يتحدثن فيها عن تجاربهن، ورسوم متحركة (كوميكس)، ومقترحين لمناهضة العنف ضد النساء أحدهما يخص نقابة الصحفيين والآخر قانون المحاماة، وأخيرا ورقة تحليلية عن دور المجلس القومي للمرأة في مناهضة العنف وتمكين النساء في عدة محاور أخرى، خاصة في ضوء قانون المجلس الجديد.