متى تكون زيارة المراهقة الى الطبيب(ة) النسائي(ة) واجبة؟
في ذهن النساء غالباً ما يرتبط الطبيب(ة) النسائي(ة) بالحمل و الإنجاب لذا لا يفكرن بزيارته إلا بعد الزواج متناسيات أن صحة المرأة الإنجابية والعامة تبدأ منذ الطفولة و تتركز بشكل خاص في فترة المراهقة . واليوم رغم وعي الكثير من الأمهات على الشؤون الصحية و رغم بعض التوعية الصحية- الجنسية التي تنالها المراهقات في المدارس تبقى زيارة الطبيب(ة) النسائي(ة) نوعاً من التابو الذي يصعب كسره او التحدث عنه، في حين أنها ضرورية في غالب الأوقات.
في مقابلة خاصة لموقع “شريكة ولكن” مع د. رولا نخال، الاختصاصية في الطب النسائي و الصحة النسائية للمراهقات، نتعرف الى الأسباب الموجبة التي تستدعي زيارة المراهقة الى العيادة النسائية.
– متى ينبغي على المراهقة استشارة طبيب(ة) نسائي(ة)؟ وكيف تتحضر لتقبل هذه الزيارة؟
ترى د. نخال أنه وفقاً للتعليمات العالمية فإن كل مراهقة بلغت الثالثة عشرة من عمرها ينبغي لها القيام بفحص نسائي روتيني حتى في حال عدم وجود أي مشاكل نسائية تذكر لديها. وتنصح الأم أن تشرح لابنتها المراهقة ببساطة أن بامكانها الحديث أمام الطبيب(ة) عن كل المشاكل التي تزعجها والتي تخجل عادة من البوح بها وأن تشدد أمامها على أن الفحص النسائي بسيط و يتم أولاً بإلقاء نظرة شاملة على جسم الفتاة ومن ثم إجراء صورة صوتية من البطن لاستكشاف وضع الرحم و المبيضين. في حال وجود مشكلة تستدعي الفحص الداخلي تؤكد الطبيبة أنه يمكن اللجوء الى الناضور المزود بقسطل دقيق لا يتعدى قطره 3 ملم يمكن إدخاله من فتحة غشاء البكارة الى داخل الرحم و لا يسبب اي ضرر في هذا الأخير.
على الأم أن تشرح لابنتها المراهقة ببساطة أن بامكانها الحديث أمام الطبيب(ة) عن كل المشاكل التي تزعجها والتي تخجل عادة من البوح بها
– ما هي أبرز المشاكل التي تجعل استشارة المراهقة للطبيب(ة) النسائي(ة) واجبة؟
تشرح د. رولا أن أبرز المشاكل التي تستدعي زيارة الطبيب(ة) هي المرتبطة بالدورة الشهرية و يمكن وضعها تحت عدة عناوين أولها تأخر بدء الدورة وهنا تبرز ثلاث حالات تصنفها الطبيبة كالتالي:
أولاً: في حال وجود علامات بلوغ لدى الفتاة مثل ظهور الثدي و شعر العانة يمكن الانتظار حتى سن 15 قبل استشارة الطبيب. أما في حال عدم وجود هذه الإشارات فتؤكد أنه ينبغي عند سن 13 إجراء الفحوصات الضرورية لمعرفة أسباب تأخر البلوغ. كذلك إذا ترافقت علامات البلوغ مع شعر زائد بكثرة في غير الأماكن التي يتوجب فيها عامة ظهور الشعر،لاينبغي الانتظار لأكثر من سن 13 لإجراء الفحوصات الضرورية. وتشير الطبيبة الى أنه في حال ظهور أوجاع دورية في البطن دون حدوث دورة شهرية يجب استشارة الطبيب لتقصي أسباب الألم..
ثانياً: السبب الثاني الذي يستدعي زيارة الطبيب(ة) هو عدم انتظام الدور الشهرية الذي قد يشير الى وجود تكيّس في المبيض، لا سيما إذا ترافق مع ظهور حب الشباب أو الشعر في الوجه أو مشاكل في الوزن.و تكيّس المبيض بالنسبة إلينا كأطباء تقول د. نخال يستدعي دائماً المراقبة إذ قد يكبر كيس ما في اي وقت و يسبب آلام و مشاكل صحية لا يجب الاستخفاف بها. ويمك للتكيّس في المدى البعيد أن يؤدي الى ظهور السكري في الدم و قد تنجم عنه صعوبات في الحمل.
أما السبب الثالث فيكمن في وجود أوجاع شديدة غير عادية مرافقة للدورة الشهرية تستدعي دخول الطوارئ في المستشفى و الحصول على مصل مسكن للألم ، ويجب استكشاف اسبابها.
في حين أن السبب الأخير بحسب د. نخال يعود إلى وجود نزيف يرافق الدورة الشهرية وقد يكون مؤشراً الى وجود مشكلة نسائية في الرحم او مشكلة سيلان في الدم.
– بعيدأ عن مشاكل الدورة الشهرية هل من أسباب أخرى تستدعي زيارة الطبيب النسائي؟
تؤكد د. رولا وجود أسباب عدة مثل، “الإفرازات المهبلية ،لا سيما إذا رافقتها أعراض مثل الحكة ، الرائحة المزعجة او الاحمرار. وقد تنجم عن التهابات وفطريات ، عن حساسية او عن عدم التزام او معرفة الفتاة بأصول وطرق النظافة الشخصية الصحيحة. و ما ينبغي التأكيد عليه هو ان الالتهابات الخارجية قد تنتقل لتصبح داخلية تؤثر لاحقا على الحمل خاصة إذا كانت من النوع المنتقل جنسياً. وتقول الدكتورة رولا أنهم كأطباء و أهل الا يمكن التغاضي عن القضايا المتعلقة بالممارسة الجنسية في حال كان للمراهقة علاقات جنسية ، إذ لا بد من توعيتها حول وسائل منع الحمل و الأمراض المنتقلة جنسياً، و كذلك التنبه الى حالات الحمل المبكر.
لا يمكن التغاضي عن القضايا المتعلقة بالممارسة الجنسية في حال كان للمراهقة علاقات جنسية ، إذ لا بد من توعيتها حول وسائل منع الحمل و الأمراض المنتقلة جنسياً، و كذلك التنبه الى حالات الحمل المبكر.
– وعند سؤالها عن إمكانية شكوى المراهقات من مخاوف نفسية تنعكس على صحتهن؟
تشير د. رولا هنا إلى معاناة المراهقات في هذه المرحلة من مشاكل نفسية-جسدية متعلقة بصورة الجسد تنعكس سلباً على صحتها النسائية، مثل فقدان الشهية المرضي(الأنوركسيا) او السمنة الزائدة. وهنا يمكن لي كطبيبة نسائية توجيهها الى طبيب نفسي مختص. و بحسب خبرتي أقول إن معظم المراهقات يركزن على الشكل الخارجي أكثر من الأمور الصحية مثل حجم الثدي، لون او شكل المشفرين، حب الشباب، الشعر في الوجه. وبرأي الدكتورة رولا أن هذه ” كلها امور يمكن للطبيب(ة) النسائي(ة) ان يخفف من قلق المراهقة تجاهها ويوجهها نحو الحلول الأفضل لها”.
– هل ينبغي على كل مراهقة نيل لقاح سرطان عنق الرحم حتى في حال عدم وجود علاقات جنسية؟
يمكن البدء بإعطاء اللقاح منذ سن9 وحتى 25 وهو يعطى بالكتف .وكلما كانت الفتاة أصغر سناً كانت الحماية و المناعة التي تكتسبها أكبر.
تؤكد د. رولا على أن اللقاح ضروري وينصح به بشكل حاسم قبل العلاقات الجنسية لأنه يحمي الفتيات من انتقال عدوى فيروس الوريمات الحليمية HPV إليهن مباشرة أو بعد حين من الشريك … يمكن البدء بإعطاء اللقاح منذ سن9 وحتى 25 وهو يعطى بالكتف .وكلما كانت الفتاة أصغر سناً كانت الحماية و المناعة التي تكتسبها أكبر.