الهوية الجندرية القاتلة في العراق
إعداد: ميرا عبدالله
إشراف: د. ربى الحلو
تُشكّل هذه الشهادات المصورة عينة بسيطة لما يحصل يوميًا من إنتهاكات لحقوق الإنسان فيما أنتشرت أيضًا وعبر مواقع التواصل الإجتماعي أفلام قصيرة وصور لمن تعرّض للقتل أو التعذيب، آثرنا كموقع إخباريّ متخصّص عدم نشرها أو إدراجها في هذا التقرير، أولًا لما تتضمنه من عنف، ثانيًا إلتزامًا منا بإحترام هويّة الضحايا، بالإضافة إلى إلتزامنا بوثيقة عمل أنتجتها منظّمة في-مايل حول التغطيات الإعلاميّة لقضايا العنف القائم على النوع الإجتماعيّ.
تؤكّد معلومات حصل عليها فريق عمل موقع “شريكة ولكن” بناءً على تقارير منظّمات مختلفة من العراق، تمّ العمل عليها منذ العام 2016 وصولًا إلى نهاية العام 2018، أكثر من 50 حالة قتل وتهديد ضدّ عراقيات وعراقيين بسبب هويتهم/ن الجندريّة أو ميولهم الجنسيّة. كما أظهرت هذه المعلومات عن أساليب تعذيب مخيفة تمارسها الفصائل المسلّحة قبل القتل. نتيجة هذا الواقع المأساوي هرب العديد من الأشخاص الذين تمّ التواصل معهن/م ومساعدتهن/م، إلى الهروب من العراق واللجوء الى بلدان أخرى.
ويُظهر التقرير المصور الأحداث التي شهدتها مناطق في جنوب العراق في الآونة الأخيرة، ونقصد تحديدًا بغداد، الموصل والبصرة حيث شنّت حملات متعددة ضدّ عراقيات وعراقيين أطلق عليها اسم “حملات التطهير”، فقتل الكثير من الأشخاص وتمّ تهديد كما تعذيب بعضهم على يدّ الميليشيات والفصائل مسلّحة.
ويأتي الواقع غير مطابق لفكرة اننا نولد أحرارًا وعلى قدم المساواة الإنسانيّة على الأقلّ، حيث يتمّ كذلك إنذار البعض لمجرد أن الشكل الخارجي ليس مطابقًا للقالب النمطي الإجتماعي فمثلاً، اذا أطال الرجل شعره وأسدله، أو قّصت المرأة شعرها قصيرًا، أو في حال كان هنالك وشومًا على أجسادهن/م.
تزامنت هذه الحملة مع سلسلة جرائم قامت بها فصائل مسلّحة عراقية ضدّ نساء ناشطات شاركن بالمظاهرات أو دعمن المشاركات/ين ضمن المظاهرات التي خرج فيها الشعب العراقي للمطالبة بمياه نظيفة، عوضًا عن المياه الملوّثة.
لحينه، وبينما نحن نكتب هذا التقرير ونعده، يبقى الكثير من الأشخاص المهددات/ين لا يستطيعون مغادرة العراق خوفًا من تهديد وآذى قد يطالهن/م أو يطال مقربين منهن/م ومن عائلاتهن/م. القتل القائم على الهويّة الجندريّة حاضر ويهدّد من يبقى داخل العراق في ظلّ غياب تام لتدخّل السلطات المحلّية العراقية أو المجتمع الدوليّ.