ولادة مبادرة نسوية جديدة من خيمة الاعتصام في الخرطوم
كما وَلَّدَ الشارع السوداني ثورته ، ها هو مستمر بتوليد المبادرات الشبابية الهادفة إلى تحرير المرأة .
في خيمةٍ بساحة الاعتصام الرئيسية في الخرطوم ولدت مبادرة “ميدانِك” – وهي “حركة نسوية، مستقلة، ثورية”، كما تصفها واحدة من مؤسساتها، محاسن أحمد دهب عبداللطيف، وهي في الـ 23 من عمرها.
وتقول إن أولوياتها ورفاقها الآن المطالبة “بتعديل وتفعيل قانون ضد التحرش في السودان، وإعادة النظر في قانون النظام العام المقيد للمرأة، وتحقيق العدالة للنساء حسب احتياجاتهن في مختلف مناطق السودان”.
أيضا تقول محاسن إنها تعرضت للتحرش وذلك في الفترة التي تلت إعلان الجيش عزل البشير يوم 11 أبريل/نيسان ـ رغم أن كثيرا من المراقبين يتحدثون عن عدم رصد كثير من حالات التحرش بالمتظاهرات في الساحات.
لذا فهي اليوم لا تريد الانتظار حتى ينتهي المجلس العسكري وقادة المظاهرات من وضع خارطة طريق للفترة ما بعد البشير، فكانت من بين مؤسسي مبادرة “ميدانِك” لأنها وزميلاتها لم يشعرن أن هناك مجموعة نسائية تمثلهم، كما تقول، وخاصة وأن مطالبها لا تقتصر على قضايا التحرش، بل تشمل دعم النساء السودانيات في مناطق النزاع، وخطط تنموية لدعم النساء.
ذاكرة السودانيات ممتلئة بتفاصيل مضايقات وعقوبات تعرضن لها طوال السنين الثلاثين الماضية منذ وصول عمر البشر إلى الحكم بعد انقلاب عسكري على الحكومة عام 1989.
فهناك المادة “الشهيرة” رقم 152 الواردة في القانون الجنائي والتي جعلت النساء عرضة للتوقيف والسجن والجلد بسبب الثياب التي يخترن ارتداءها والتي قد يراها رجل الشرطة “غير لائقة”، إلى جانب “قانون النظام العام” المقيد لحرية المرأة في السفر وفي ولايتها على أطفالها، وغير ذلك من مواد قانونية.