ارتفاع حالات الإنتحار بين النساء في أفغانستان
لاتزال أفغانستان تحتل المرتبة الأسوأ في العالم من حيث وضع النساء اللواتي يعانين من العنف والإضطهاد.
وعدد كبير من النساء يلجأن إلى الإنتحار للهروب من العنف المنزلي ، وهو ما جرى مع خديجة، البالغة من العمر 23 عاماً، والتي أشعلت النار في نفسها، فأفاقت من غيبوبتها في صباح اليوم التالي بمستشفى هيرات في وحدة الحروق.
تحدثت خديجة لوسائل الإعلام، في وقت لاحق قائلة، «أنا لست على قيد الحياة، لكنني أيضاً لست ميتة»، «حاولت الهرب من المنزل وفشلت».
هي مثلها مثل أغلب النساء الأفغانيات، ضحية الإيذاء المنزلي، وقالت إن زوجها ظل يضربها طوال أربع سنوات،عمر زواجهما، ويعيّرها بأنها قبيحة وغبية «وأنها لا شيء».
تقول خديجة أيضا في المستشفى: «ليس أمام النساء أي خيارات»، «إذا كان لديّ خيار، فلن أتزوجه، جميع النساء مقيدات بالأغلال في هذا البلد».
ألقت السلطات القبض على زوجها بتهمة ممارسته العنف المنزلي، الذي كان السبب وراء محاولة انتحارها، وهذه تهمة نادرة في بلد يتم فيه بالكاد تجريم الإساءة إلى النساء.لكن حتى عندما كان زوجها يقضي عقوبة السجن، منعها أهله من رؤية ابنها ،إلا إذا تراجعت عن إفادتها بأن زوجها يضربها .
تعكس قصة خديجة معاناة النساء للعيش بكرامة في بلد دمرته عقود من الحرب، وشحّت فيه الموارد.
وتقول طبيبة خديجة النفسية، نعمة نكيد، وهي واحدة من الطبيبات القليلات في أفغانستان اللاتي يقدمن المشورة للناجين من الانتحار، إنها وزملاءها شهدوا ارتفاعاً حاداً في حالات الانتحار بين النساء خلال السنوات القليلة الماضية.
وعلى الرغم من جهود الحكومة الأفغانية والجهات المانحة الدولية منذ عام 2001 لتعليم المرأة، فإن ثلثي الفتيات الأفغانيات لا يذهبن إلى المدارس. 87% من النساء الأفغانيات أميات، في حين أن 70 إلى 80% منهن يتعرضن للزواج القسري، وكثير منهن يتم تزويجهن قبل سن السادسة عشرة.
وتشير الإحصاءات الحكومية اعتباراً من عام 2014 إلى أن 80% من جميع حالات الانتحار ترتكبها نساء، ما يجعل أفغانستان واحداً من الأماكن القليلة في العالم التي ترتفع فيها معدلات انتحار النساء. ويعزو علماء النفس هذه الحالة الشاذة إلى حلقة لا تنتهي من العنف المنزلي والفقر. وكشف مسح منظمة «الحقوق العالمية» في عام 2008 أن نحو 90% من النساء الأفغانيات يتعرضن للإيذاء المنزلي.