برامج نسائية مسيئة للنساء…برنامج في male نموذجاً!
في برنامج أُريد من شكله واسمه أن يكون نسائياً، تأتي الفرضية مباشرة بأنه سيتبنى حقوق النساء اللبنانيات ويسعى بمكان ما إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارس ضدهن وكيفية تجاوزها، ولكن للاسف، العنوان لم يعكس المضمون!
نتحدث عن برنامج “في-male”، الذي يعرض على شاشة الـ lbci ، والذي استضاف مؤخرا الصحافي جوزيف أبو فاضل، الذي يشتهر بخطابه الذكوري والتمييزي في قضية منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، وفي هذا السياق تحديدا كتبت الصحفية زينب حاوي في جريدة الأخبار لتقول إن البرنامج، الذي يطغى عليه النفس الإستعراضي والترفيهي، يقارب قضايا النساء من منظار اختزالي سطحي.
وافترضت الصحفية زينب حاوي في مقالها أن استضافة أبو فاضل، سيقابلها نقاش ومواجهة، وإذ بمقدمة البرنامج كارلا حداد، تحيل نفسها، كائناً متفرجاً بل مشاركاً وموافقاً على الآراء العنصرية التي كالها أبو فاضل في الحلقة.
وتابعت حاوي، أعاد أبو فاضل إحياء الكلام المسّف الذي قاله للنائبة بولا يعقوبيان، وتحولت الحلقة بمعية حداد، الى حفلة ساخرة، منكهة بايحاءات جنسية حول «الرضاعة على أنواعها». ومن الرضاعة، الى السخرية من النساء البدينات، عندما عبّر أبو فاضل عن اشمئزازه من النساء اللواتي يتمتعن بقامة قصيرة وبأفخاذ عريضة وهنّ متواجدات على الشاطىء، وسط هيصة وضحك عارم من الجمهور (النسائي).
مرّت حفلات السخرية من البدينات ومن كرامات النساء، لننتقل الى ملف أكثر سخونة، تحوّل بدوره الى مساحة للتسلية، وللتسطيح. قضية إعطاء المرأة اللبنانية الحق في منح أولادها الجنسية، حضر ضمن فقرة ألعاب، أعاد فيها أبو فاضل مواقفه السابقة التمييزية بحق المرأة التي تتزوج فقط بالفلسطيني أو السوري. أما باقي الجنسيات، فيحق لها «استثناءات» كما قال، كي لا يتغير «وجه لبنان وديمغرافيته».
ما كتبته الصحفية زينب حاوي أثار حفيظة الصحافي الذي غرّد على تويتر قائلا في معرض رده على مقالها:
“فتافيت ما تبقى من اليسار الممزوج بالطائفية المذهبية والتعصب الغاشي على قارعة الطريق وفي المزابل الإعلامية التي تدعي الحرص على الإنسانية والوطنية لنتؤثر في قناعاتي اللبنانية المقاومة لأجل عدم تغيير ديموغرافية لبنان. سننتصر عليكم يا من تدعون أنكم مع المقاومة” .
وهنا نتساءل، ماعلاقة المقاومة بالإساءة للنساء ولكراماتهن والتنكر لحقوقهن الإنسانية، ماعلاقة المقاومة بتحويل قضية منح اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية لأطفالها إلى لعبة سخيفة لاجترار الذكورية والسطحية، ماعلاقة المقاومة بذهنيات تعاني من مرض العنصرية العضال، ماعلاقة المقاومة سوى أنها فعل تمارسه النساء كل يوم في لبنان لتحصد حقها في مساواة نص عليه الدستور اللبناني وكفلته المواثيق الدولية الذي وافق ووقع عليها لبنان منذ سنوات .