تعميم أرقام صحافيات لشتمهنّ وإرسال صور مسيئة لعائلاتهنّ
يستمر القمع ضد النساء في هذه الثورة ويتجلى بشكل واضح في التهديدات التي تتعرض لها الكثير من الإعلاميات وبشكل ممنهج تطال كراماتهنّ وصورتهنّ وعائلاتهنّ وحتى سلامتهن الجسدية.
وآخر سلسلة القمع والعنف كان بنشر أرقام هواتف بعض الإعلاميات رافقه تنمّر وفبركة صور وشتائم، لتبدأ معها الإتصالات بهنّ والإساءة لهنّ.
وكأنّ تعرضّ الإعلاميات وتحديداً المراسلات للضرب والتحرش والإساءة والشتم أثناء تغطية يوميات الثورة على الأرض، لم يشفِ غليل الذكورية المتفشية، ليتحوّل الموضوع الى ترند يومي بات يُسيء إلى الكثير منهنَّ ومِن مختلف المحطات التلفزيونية.
كل هذه الانتهاكات التي سُجِّلت في أيام الثورة، يبدو أنها بدأت تأخذ منحى أكثر خطورة، فلم تعد الإساءة موجهة إلى الإعلامية أو الصحافية بل باتت أيضا موجهة إلى عائلتها، للضغط عليها ومنعها من الإدلاء برأيها أو حتى أداء عملها، وهذا ينطبق حرفياً على ما واجهته وتواجهه الإعلامية ديما صادق، التي تتواجد حالياً في المشفى إلى جانب والدتها التي تعرضت لوعكة صحية بعد الإتصالات المسيئة التي تلقتها والصور المسيئة التي أرسلت إليها، ولم تستطع المرأة الثمانينية الاحتمال وهي الآن طريحة الفراش في المستشفى.
حملة التهديد أيضا طالت كل من نانسي السبع وراشيل كرم وليال سعد وحليمة طبيعة، اللواتي تحدثن على الهواء مباشرة وروين ما يجري معهنّ، وإنّ نجحن بكشف ما يتعرضن له، فهنّ لن ينجحن في نقل معاناتهنّ ووجعهنّ والضغط الذي يعانين منه.
ما جرى ويجري اليوم مع الإعلاميين/ات، يحتاج إلى وقفة جديّة وخطوات حاسمة تحمي حرية الرأي والتعبير أولا وتحمي العمل الصحافي ثانياً وتحمي النساء من الذكورية المستفحلة ثالثاً، وآخرا وليس أخيرا إن السكوت عن الإساءات هذه سيؤدي إلى المزيد منها .