فتح الهواء لمروان حبيب تبرير للتحرش وهرولة نحو الرايتينغ
لم تقتصر الثورة على إسقاط أقنعة الفساد السياسي عن السلطة وممارساتها، بل تحوّلت إلى ثورة على العنصرية والذكورية، ثورة على القيود المجتمعية التي تسمح بتسلل الذكورية إلى حقوقنا وأجسادنا، لاستباحتها.
تعميم… متحرش في الثورة
في الثورة كما يُرفع الصوت ضد الفساد يُرفع أيضا ضد التحرش، وهو ما جرى في العرض المدني الذي نظمّه الثوار والثائرات في ساحة الشهداء في يوم الإستقلال، حينما قامت ناشطة بتصوير شاب وأرفقت الصورة التي رفعتها على موقعها على الانستغرام عبارة تتهم فيه صاحب الصورة بالتحرش، وبتعرضه للفتيات خلال التظاهرات والتجمعات الأخيرة في ساحات بيروت.
الصورة شهدت تفاعلا واسعاً، شجّعت عدد كبير من الفتيات إلى التحدث وكشف ما تعرضن له من الشخص نفسه، ونجحت آلاف التعليقات والروايات من الكشف عن اسمه وإيجاد حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت معها آلاف التعليقات الغاضبة من اعتداءاته، إلا أن اللافت أن هذا المتحرش أظهر عدم اكتراثه بما يحصل، وتابع نشر صور وعبارات في حساباته الخاصة وكأن شيئاً لم يكن.
سقط القناع
المتحرش هو مروان حبيب، لاعب كرة طائرة ومدرب رياضي، وبحسب موقع “متعقب التحرش” ، هو يتحرش ويعتدي على الفتيات في الأندية الرياضية التي كان يعمل فيها وانطرد بسبب سلوكه عدة مرات، كما كان يتلطى للطالبات في محيط جامعات متعددة حول بيروت والشمال من الجامعة اللبنانية الأميركية للجامعة اليسوعية والبلمند، وصولاً للقهاوي والمطاعم ببيروت والبترون متل كافي يونس ويوربانيستا.
من مواقع التواصل الاجتماعي إلى التلفاز، تحديداً إلى البرامج التي تختار مواضيعها من بوابة الترند، ومن رصد ميول الناشطين/ات السوشال ميديا الذي تعكس اهتمامات الشارع اللبناني.
لماذا استضاف جو معلوف المتحرش مروان حبيب؟
رصد الإعلامي جو معلوف المتحرش، واستضافه عبر برنامجه “لآخر نفس” الذي يعرض على قناة الأم تي في، وفتح منبره لمروان كي يدافع عن نفسه، وهنا تؤكد مسؤولة قسم الميديا في موقع العربي الجديد ليال حداد لموقع “شريكة ولكن” أن المشكلة ليست في الحديث عن موضوع التحرش فدور الإعلام إلقاء الضوء على هذه القضايا ورفع نسبة الوعي حولها، وإنما المشكلة في طريقة التعاطي والتعامل مع هذه القضايا، خاصة عندما سأل جو معلوف فتاة اتصلت لتؤكد أنها تعرضت للتحرش من ضيفه، لماذا لم تتوجهي للقضاء؟ وتتابع ليال حداد وتقول هل يدرك قبل أن يطرح سؤاله كيف تتعامل الأجهزة الأمنية مع النساء اللواتي تعرضن للتحرش وهل يدرك أن الأجهزة الأمنية ليست مدرّبة للتعامل مع حالات التحرش؟
وتساءلت ليال عن الأسباب التي تدفع لاستضافة المتحرش، إن كانت للمحاكمة والمساءلة فالمكان هو القضاء وليس الإعلام وإن كان من باب الموضوعية وإعطاء مساحة لحديثه، فهو تبرير للمتهم.
كما أبدت ليال تخوفها من طريقة طرح قضايا الاغتصاب والتحرش على الإعلام معتبرة أنه تحول على المستوى العربي إلى ترند وهدف لجذب نسب مشاهدة مرتفعة، بالتزامن مع ابتزال واضح في تناولها ومناقشتها.
المتحرش إلى المحاكمة!
في الحلقة عينها أكّد ضيف جو معلوف المحامي كاريم مجبور إنه سيقيم دعوة قضائية بحقه،وطلب من أي فتاة تعرّض لها مروان حبيب بتزويده بالمعلومات، في حركة استباقية لأي إدانة قد توجه لاستضافة متحرش على الهواء وفتح مجال لتبريره.
من جهة ثانية موقع “متعقب التحرش”، تحدث أن أكثر من فتاة توجّهت وقدمت شكوى بحق مروان إلاّ أنّه لم يعاقب بشكل جدي، وعليه جمع فريق “متعقب التحرش” نقاط للمساعدة والمحاسبة القانونية والإجتماعية:
- في حالات الملاحقة القانونية بقضايا التحرش الجنسي، ثقل الإثبات يبقى على المدعية. ففي حال رغبت أي ناجية بالإدعاء على المتحرش، من المهم أن تقوم بجمع أي إثبات ضده قد يكون عبارة عن رسائل مكتوبة أو مصوّرة أو فيديوهات.
- الإدعاء الشخصي يجب أن يرفع من الناجية، من خلال تقديم إخبار لدى النيابة العامة، وهنا يجب أن تتأكد الناجية من قدرتها على إكمال المسار القانونية خاصة أنّها ستطلب للتحقيق وسماع إفادتها بمحاضرة رسمية.
- فضح وتسمية وكشف هوية المتحرش أساليب مشروعة ومتاحة لا سيما بظل صعوبة تحصيل الحق بالقانون في لبنان.
- في عدد من القصص التي ذكرت، ورد أسماء صروح تعليمية كبيرة مثل الجامعة اليسوعية، الجامعة اللبنانية الأميركية، وجامعة البلمند، وهنا يجب إعادة النظر من هذه الصروح بأمن وأمان طالباتها، لحمايتهنّ من مروان وغيره.
- أيضا ذكر أسماء مقاهي، التي عليها إن كانت تملك فيديوهات من كاميرات المراقبة تساعد في توثيق حالات التحرش تقديمها للجهات المعنية، كما عليها اتخاذ إجراءات تمنع تكرار هذه الحوادث.
شهادات توثق تاريخ مروان حبيب الحافل بالتحرش
إلى حين القبض على المتحرش مروان حبيب ننشر شهادات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لفتيات ترصدهنّ.
“لم أكن أعلم هذا الرجل في السابق، إلا أنه في إحدى المرات رآني في الحمرا ولحق بي حتى منزلي، أوقفني وسألني اذا كان هذا المنزل لي واذا كنت أقبل بالخروج معه في موعد. أخافني لأنَّه أصرّ على الموضوع إلاّ أنني أصريت على الرفض ولم أره منذ تلك الحادثة”.
“إنه مغتصب يلحق بالفتيات اللواتي أكثرن الشرب في النوادي الليلية إلى الحمام ليقوم هناك بما يريد. هو قطعة قذارة ويجب أن يمضي باقي حياته خلف القضبان”.
“في المرة الأولى التي التقيت فيها بهذا الرجل كنت متوجهة إلى منزل حبيبي السابق في أحد المباني، وكان هذا الرجل موجوداً هناك، أخبرني أنه يعيش في شقة في الطابق العلوي، وأصرّ أن أدخل معه إلى منزله لشرب القهوة، وأصريت على الرفض، لكنه لم يتراجع إلاّ بعد محاولات عدة…”.