معلومات تنشر للمرة الأولى حول الأم لينا جابر وطفلتها مايا اسماعيل
المرأة التي سمعنا لأوّل مرة صوتَها، صراخَها، عذاباتِها، هي لينا جابر.
عانت لسنين طويلة بصمت، إلى أنْ شاء القدر أن تخرج هذه المعاناة إلى الواجهة، لتُظهر حقيقة ما تعانيه نساء كثيرات في لبنان.
مصادر خاصة بموقع “شريكة ولكن” أطلعته على ظروف حياة لينا ومعاناتها، التي بدأت مع زواجها المبكر بالمدعو علي اسماعيل ، الذي كان يعمل في البساتين برفقة شقيقها، كانت أحوالهم المادية حينها صعبة للغاية.
عاشت لينا مع زوجها ورزقت بصبي وفتاة، وبين ليلة وضحاها تحوّل الرجل الفقير إلى مليونير، فابتاع فيلة في مدينة قانا، وبدأت المشاكل بينهما، إلاّ أنَّ لينا تحمّلت وتغاضت عن كُلِّ الإساءات التي كانت تتعرض لها، على قاعدة أنّها تريد البقاء لتعيش تحت أقدام أطفالها.
لينا رضيت بالظلم والظلم لم يرضَ بها، فأصرَّ زوجها علي على طردِها من منزله، وطلّقها مقابل أنْ يسمح لها برؤية طفليها في منزلِهِ وفي أوقاتٍ محددة.
بعد فترة عادَ الأب ليُغَيِّر رأيه فقرَّرَ إخراج الفتى من المدرسة، وعمد إلى إرساله للعمل في إفريقيا لمنع والدته من رؤيته، أمّا الطفلة مايا فأخذها لتعيش معه في السماعية في مدينة صور، وبدأ بتشريبها معلومات مغلوطة حول سلوك والدتها، لتصل الطفلة إلى مرحلة رفض تامة لرؤية والدتها أو حتى الحديث معها.
سنوات طويلة لم تترك لينا باب لم تطرقه، ولم تترك أحداً لم تتوسله كي ترى أولادها، كانت تنتظر ابنتها أمام باب المدرسة لتراها وتحدثها ولكنْ من دون جدوى، وكانت كلّما اقتربت من منزل طليقها حيث تعيش مايا تقوم عائلته بطردها وإهانتها.
وتؤكد المصادر أنّ علامات استفهام كبيرة تدور حول الوالد، حيث أُشيع عن علاقة تربطه بشخصيات سياسية نافذة وبمافيات، وأنّه تعرض ذات مرة لإطلاق نار في فيلة كان قد عمد إلى شرائها قبل أن يقوم الدائنون بالحجز عليها، علماً أنَّه كان أيضاً في صدد بناء فندق في منطقة الناقورة.
تضيف المصادر أنّ لينا التي استرقت النظر لجثة ابنتها في براد المشفى، حرمت من وداعها حتى في الجنازة، لأن طليقها وعائلته طردوها، ومنعوها من رؤية ابنها الذي حضر الجنازة وعاد مجدداً إلى افريقيا.
لينا اليوم لا مكان لتعيشَ فيه سوى منزل شقيقتها، التي تهتمّ بها وتعطيها أدوية لتهدئ حالَها، وهي مَنْ قامت بتصوير زيارة شقيقتِها لأوّل مرة قبرَ ابنتِها من خلفِ السياج، لأنَّها أرادت للعالم أنْ يرى الظلم الذي بَقِيَ لسنواتٍ طويلة طيّ الكتمان.
وحول وفاة مايا فإن غموض كبير يدور حول القضية، خاصة أن التقارير الرسمية لم تظهر شيئاً حول كيفية وفاة مايا التي أصيبت بطلق ناري، وما قيل حول أنّها كانت تلعب بمسدس والدها سرعان ما تم نفيّه، والأم التي حاولت أن توكّل محامياً لمتابعة القضية وضعها المالي منعها من ذلك.
أسئلة تطرح حول التحقيقات أين أصبحت؟ وإلى ماذا أفضت؟ وكيف يتم دفن جثة مايا في منزله من دون موافقة الأم؟ وكيف لحقدٍ أنْ يصلَ إلى هذا المستوى من اللاإنسانية؟
مَن يُعوِّضْ لينا وغيرِها من النساء الحرمان والعنف اللذين عايشنَّه؟ إلى متى سنبقى تحت رحمة قوانين أحوال شخصية طائفية، ومزاجية رجال الدين والأحكام الأبوية، وذكورية قررت أن تقتصّ من النساء بحماية مجتمعية وقانونية، والأهم مَنْ يُسائِل دولة رفعت يدها عن كُلِّ القضايا المرتبطة بالأحوال الشخصية، وعفَت نفسها من مسؤولية حماية مواطناتها.
في ظل هذا الواقع الأليم تبرز صرختين لافتتين، الأولى تمثّلت بدعوة للتجمع أمام المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لرفع الظلم عن الأمهات يوم السبت المقبل الموافق شباط ، أطلقتها حملة رفع سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية، أمّا الدعوة الثانية فتمثّلت في المشاركة بالمسيرة النسوية التي ستنظَّم في اليوم العالمي للنساء في السادس من شهر آذار المقبل، وهنا ندعوكنّ/م إلى ضرورة رفع الصوت ضد الظلم، والتهميش، والذكورية والعنف الممأسس ضد النساء.