حنين حسام الفتاة المصرية التي اتُهِّمَت بنشر الـ”فسق والفجور”!
ها هو سيناريو فستان الممثلة رانيا يوسف الذي خدش الحياء العام في مصر يتكرر هذه المرة ليس في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي، إنما في حفل ذكوري سلطوي بامتياز يتنافس على محاكمة كل امرأة وفتاة تخرج عن السلطة الأبوية.
السيناريو تكرر مع الفتاة المصرية حنين حسام، الطالبة بجامعة القاهرة، والشهيرة بـ”هرم مصر الرابع”، والتي اتهمت بالتحريض على ما يسمونه “الفسق والفجور”.
فأكثر من محامي تقدموا ببلاغ رسمي للنائب العام ضد حنين، مطالبين في بلاغاتهم معاقبتها، بعد انتشار مقاطع فيديو لها، وصفوا أنّها “تتحدث خلالها بأسلوب سيئ يحتوي مضمونه على إغواء الشباب”، وتصل عقوبة التهم الموجهة إلى حنين، إلى السجن نحو خمس سنوات.
بعد الإعلان عن اعتقال حنين تحركت جامعة القاهرة، التي تنتسب لها الطالبة بكلية الآثار، ليس لمساندتها بل للمزايدة بإحالتها للتحقيق، حيث من الممكن أن تصل العقوبة إلى الفصل لأنه شرط للالتحاق والبقاء بالجامعة أن يكون “الطالب/ة “حسن/ة السير والسلوك داخل وخارج الجامعة”.
أما الفتاة حنين فقد قررت الظهور مجدداً بفيديو تدافع فيه عن حريتها، فقالت “إن الفيديو تم اقتطاعه وتحريفه وأساءت وسائل إعلامية فهم طلبها في الفيديو المصور و تم اختزاله بشكل مُخل”.
وأوضحت الطالبة في تصريحات تلفزيونية أنها: “طلبت 20 فتاة محترمة من أجل تطبيق جديد، في مقطع فيديو من 3 دقائق”، ولكن تم اختصاره إلى 10 ثوان فقط، وأكدت موافقة والديها لما تقوم به من بث ونشر مقاطع مصورة.
ومن جانبه والد حنين أفاد في تصريحات صحفية تعليقًا على ما أثير من جدل حول فيديو ابنته بأنها بريئة، مشيرًا إلى أن ابنته دخلت في نوبة بكاء أمام النيابة العامة، ويرى أن فيديوهات ابنته عادية وكباقي الفيديوهات الشبابية التي تنشرها فتيات أخريات من جيلها ولا تتعدى كونها من قبيل الهزار والمزاح.
حنين خرجت عن “السيطرة”، لم تأبه لذكورية المجتمع، لقيوده، لسجنه، لأبويته، عبّرت عن نفسها بطريقتها، بحريتها، فجاء الرد بإعادتها إلى الدائرة، حيث تحكم التقاليد والعادات، الأدوات التي ستبقى سيفاً مسلطا على النساء والفتيات …