الأمم المتحدة تحذّر وتدعو لضرورة تلبية احتياجات النساء والفتيات في ظل جائحة كورونا
تتخوف الأمم المتحدة من تأثير تبعات فيروس كورونا على تراجع المكتسبات التي تحققت في مسألة المساواة بين الجنسين، وأكدت في بيان لها أن الفجوة القائمة بين الجنسين في العمل وعلى العمل غير المدفوع الأجر تؤثر على نحو غير متناسب على النساء والفتيات، معتبرةً أن “جائحة كوفيد-19 أصابت لبنان في ظروف عدم الإستقرار التي تسوده”، الأمر الذي ضاعف من تأثيراته على النساء بشكل خاص.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنّه ومنذ تفشي الجائحة، شرعت النساء في الإبلاغ عن حالات التسريح من العمل وخفض الدخل والأجور بنسبة أكبر مما حدث عند الرجال، وقد يؤدي هذا إلى تراجع طويل الأمد في مشاركة النساء في الإقتصاد المدفوع الأجر، ناهيك عن ارتفاع وتيرة التبليغ عن العنف الأسري منذ تفشي جائحة كوفيد-19”.
وفي ما يتعلق بمواجهة الجائحة لفتت الأمم المتحدة إلى ضرورة دعم العاملين/ات في مجال الرعاية الصحية والعاملين(ات) والطواقم في خط المواجهة الأمامي، للمحافظة على الأمان والإستمرار في العمل من خلال توفير معدات الحماية الشخصية والمساعدة الاجتماعية، خاصة أنَّ “النساء العاملات في مجال العناية الصحية والأخصائيات الإجتماعيات والعاملات المنزليات ومقدمات الرعاية في المنزل يشكلن غالبية العاملين في خط المواجهة الأمامي لكوفيد-19. وفي لبنان، تبلغ نسبة الممرضات المسجلات لدى النقابة 80%، فضلا عن أن العدد الأكبر من الأخصائيين الإجتماعيين والعاملين المنزليين هو من النساء أيضا.
وفي إطار الجهود التي تبذل من قبل الأمم المتحدة، فلفتت إلى مواصلتها العمل مع الحكومة اللبنانية وشركائها لتلبية احتياجات النساء والفتيات الفورية والطويلة الأمد”.
وقالت: “من بين الأمثلة على ذلك، توفير منظومة الأمم المتحدة الدعم لوزارة الشؤون الإجتماعية من أجل مواصلة تقديم خدمات الصحة والحماية الطارئة وذلك من خلال “مراكز الخدمات الإنمائية”، في موازاة زيادة دعم المؤسسات الحكومية الوطنية والتي تعد أداة الإستجابة الأولية والأساسية للحوادث المتعلقة بالعنف القائم على النوع الإجتماعي.
وفي هذا السياق تقول رايتشل دور- ويكس وهي رئيسة مكتب “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” في لبنان “إن النساء في لبنان هنّ أكثر عرضة للصدمات الإقتصادية، نتيجة للتهميش التاريخي اللاحق بهن في سوق العمل. لهذا السبب، تتراجع فرص توظيفهن وفي حال تحقق ذلك، فهن يكسبن أقل من الرجال ويدخرن أقل منهم كذلك. لذلك، يصعب عليهن أكثر تقبل الصدمات الإقتصادية وتخطيها، فضلا عن أن ثمة موارد قليلة في متناولهن بغية التصدي للعنف الذي قد يتعرضن له، أو لمظاهر عدم المساواة التي يواجهنها”.
وأشارت الى أنه “فيما يستمر لبنان في مواجهة التحديات المعقدة المتأتية من فيروس كوفيد-19 ومن الأزمة الإقتصادية على السواء، ستستمر منظومة الأمم المتحدة في لبنان بدعم الحكومة اللبنانية والمقيمين(ات) في لبنان للتصدي لتأثير هذه التحديات وضمان ألا تفضي إلى مزيد من ظواهر التمييز والعنف وعدم المساواة القائمة على النوع الإجتماعي”.
وتقول رئيسة مكتب “صندوق الأمم المتحدة للسكان” في لبنان أسمى قرداحي: “أدت جائحة كوفيد-19 إلى مزيد من عوامل عدم المساواة القائمة على النوع الإجتماعي في لبنان حيث نشهد إرتفاعا في حالات العنف الأسري، على نحو خاص. في ظل تقييد الحركة والتزام الكثيرين بالحجر المنزلي، يواجه النساء والفتيات خطر العنف القائم على النوع الإجتماعي والممارسات المؤذية، على نحو يومي. ينبغي لنا الإستمرار في العمل بغية وضع تدابير الحماية قيد التنفيذ لكي يستفيد منها الأشخاص الأكثر عرضة للخطر”.