دماء مادلين جرابعة سقطت على طاولة العشائر والوالد القاتل حرٌ طليق!
بتاريخ 30 أيار2020 نقلنا خبر مقتل الفتاة مادلين جرابعة في قطاع غزة بعد تعرضها للضرب على يد والدها، بسبب مكالمة هاتفية أجرتها مادلين لتقول لإمها ” كل عام وإنت بخير”، وحينها انتقدنا القانون الذي يعتبر الوالد ولي الدم فيسجن لستة أشهر فقط.
شهران مرّا على الجريمة وإذ بمصادر صحفية تتحدث عن طي ملف التحقيق وإنهاؤه بالكامل مع قاتل مادلين والدها نظمي الجرابعة وذلك بعد تدخّل الأجهزة الأمنية الحكومية و القوى الوطنية والاسلامية ورجال الإصلاح في العشائر.
حتى الستة أشهر المفترض أن يُسجن فيها المجرم وهي عقوبة لا ترقى إلى حجم الجريمة، لم يتم إقرارها بحق الوالد، بل أكثر من ذلك فقد عمد وعائلته إلى تهديد عدد من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التي عمدت إلى مهاجمته، ما دفع هذه الصفحات إلى رفع بوست اعتذار منه .
موضوع #مادلين_جرابعة تم حله ودّيا بحمد الله.. اعتذروا لأبيها وأشادوا بنخوته وبرجولته، وكل الشكر للأجهزة الأمنية والوجهاء والقوى الوطنية والإسلامية اللي أجوا عيّشوا البنت وصالحوها مع أبوها وخلوها تبطل تعزّب وهو يبطل يقتلها مرة ثانية..https://t.co/MUUHvj23CJ
— راس روس (@Aburousov) July 24, 2020
وهنا نتساءل كيف يمكن للسيد المحترم أن يعذّب ابنته حتى الموت لمجرد اتصالها بوالدتها؟ كيف يمكن أن تكون معظم التعليقات أيضا عبارة عن اعتذارات وتحايا لمجرم قاتل؟ ماذا عن دماء مادلين وحياتها؟ أين العدالة؟ وإلى متى ستبقى دماء النساء قابلة للتفاوض على طاولات العشائر؟ وإلى متى سيبقى قتل النساء والفتيات في المجتمعات الذكورية شأناً عائلياً خاصاً؟ وأين القوانين الرادعة للعنف الأسري؟ أسئلة وغيرها ستبقى مطروحة على طاولة الإنسانية حتى تحقيق العدالة لأرواح النساء والفتيات.
يذكر أن “مادلين” وصلت يوم الخميس 28 أيار/ مايو 2020 ، فى الساعة الثالثة ليلاً ، إلى مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى ، وصفت حالتها الطبية حينها بالخطيرة ، وأعلنت المصادر الطبية فجر الجمعة 29 أيار/ مايو 2020 الساعة الواحدة ظهراً عن وفاتها ،نتيجة تعرّضها للتعذيب والضرب، الذي أدى إلى إصابتها بكدمات على كافة أنحاء الجسم، ومحاولات الخنق حول العنق.