ظاهرة التزويج المبكر في وادي خالد وقصص فتيات قٌتِلَت طفولتهنّ.
كشفت صحيفة “نداء الوطن” عن وثيقة زواج لطفلةٍ بعمر إثنتي عشرة سنة ثُبت زواجها في محكمة البيرة السنية الشرعية. وأصدر الوثيقة مختار محلة “الفرض” في عكار عامر الخلف في 16 آب 2020.
الصحيفة اتصلت بأهل الطفلة في وادي خالد لتتابع حقيقة هذا التزويج الذي تم بين أولاد العمّ، وجواب الأم كان: زوّجتها لأنها أحبّت إبن عمها. لكن أليس هذا الزواج مبكراً جداً؟ تجيب: زوجتها وهي سعيدة وحامل في شهرها الثاني أو الثالث، وتسكن على بعد خمس دقائق من منزلنا. هي جارتي. وتُخبر: لديّ تسع بنات، كبيرتهنّ مواليد 1983، جميعهنّ تزوجن.
تُردد الوالدة: لم “أغصبها” على الزواج بل فعلت هذا برضاها. أحبّته وراحت تبكي كي تتزوجه. وتستطرد: هي صغيرة في العمر لكنَّها “من أوّل ما رأت النور” ناضجة وجدية. ونحن عشيرة آل خميس نفضّل أن تتزوج الفتاة بسن مبكر أفضل “من البهدلة”.بحسب تعبيرها.
وتتابع الصحيفة أنّ الطفلة إسراء تزوجت وهي حامل بطفل. ووثيقة الزواج موقعة من القاضي بلال حمود ومختار عكار عمار خلف .
من جهته القاضي بلال حمود شرح ما حصل “عملياً” معه: “وضع هذه العائلة على الشكل التالي: أتوا من وادي خالد، وكانت إسراء وخالد متزوجين، نظرتُ في أوراقهما الثبوتية فتبيّن لي أن الفتاة بعمر صغير جداً، لكنهم أصروا أنَّها وُلدت قبل أن يثبت المختار ولادتها بثمانية أعوام. أتوا بالمختار كي يثبت ذلك، وطلبتُ منهم إخضاع الفتاة الى إختصاصية في الطب النسائي أثبتت أنَّها بعمر 18 عاماً، وطلبتُ من طبيب عظام إثبات صحة ما قالته الطبيبة النسائية” ويستطرد “في كل الأحوال، أنا ضدّ الزواج المبكر ولديّ أبحاث في الموضوع، إلاَّ إذا استدعت الضرورة. ونحن نعاني كثيراً في ضيع وادي خالد، من حالات مشابهة لحالة إسراء، حيث يتأخر الآباء في تسجيل أولادهم وبناتهم سنوات طويلة.
أمّا رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط فأبدى ذهوله لهكذا وثيقة ويقول “هذه مخالفة قانونية أكيدة” ويستطرد “هذا ما يحدث ويتكرر في بيئات إخواننا السوريين وأبناء الأرياف، حيث تجري اتفاقيات خارج نطاق المحكمة، على شكل زيجات عرفية بين العائلتين، وحين يأتون الى المحاكم تكون الفتاة حاملاً، فيضطر القاضي الى إثبات الزواج”.
وهنا نتساءل من ينقذ هؤلاء الفتيات من التزويج المبكر؟ ألم يحن الأوان لإقرار القانون في المجلس النيابي؟ وكم من إسراء سيتم تزويجها وقتل طفولتها حتى تتحرك الجهات المعنية؟