“أسابيع مرّت وكأنّ ما حصل كان بالأمس. لا أصدق أن هذه المستشفى تحولت إلى بؤرة موت وخراب في غضون دقائق. شاهدت الدخان من نافذة غرفة 410 المطلّة على المرفأ. وانتهى كل شيء. صرخت زميلتي يا عذراء وانا بدأت بالتشهد. إنها لحظة الموت. رفعت الحطام عن زميلتي وتوجهت الى غرف الأطفال، رأيت أمًّا تسير مسرعة. كانت تحمل طفلتها. أمسكتها وركضتُ باتجاه السلالم لأصل الى الطوارئ. الطفلة تعاني من مرض السكري. كانت تنزف. لا تتحمل أن تخسر دماءً أكثر. أخذت مقصًّا من جيبي وقصصت قطعة من ملابس والدتها. ضغطت على الجروح ريثما ننقلها الى مستشفىً آخر. التفت لأنظر من حولي ولكنني لم أر شيئا. وكأن حواسي توقفت. صرت أنتقل من مصابٍ الى آخر. أكملت عملي ولكن رجليَ اليسرى كانت مكسورة. كانت تنزف. لم أشعر بها. رأيت رجلًا يتلفظ أنفاسه الأخيرة. حاولتُ انعاشه حاولتُ اعادته الى الحياة، لكنّه رحل. ولم أتمكن من توديعه. وجعي عميق. أشعر أن هناك خواءً أضناني. أتابع جلسات العلاج النفسي لأساعد نفسي وأكمل الحياة”.
لارا وفائي ، ٢٧ عاماً، ممرضة في مستشفى القديس جاورجيوس
قد يعجبك ايضا