يوميات رئيس دائرة متحرش في بلدية بيروت
7 سنوات من المعاناة المتواصلة عاشتها 12 فتاة يعملن في بلدية بيروت في وظيفة ملاحِقات صحيات، مع رئيس دائرة إدارية في مصلحة النظافة م. ك.
موقع “شريكة ولكن” تواصل مع الموظفات العاملات في البلدية حيث سردن تفاصيل يوميات رئيس الدائرة المتحرش ومعاناتهنّ التي اشتدت خلال الأربع سنوات الأخيرة، والذي كان يعمل على بثِّ الفتنة في صفوف الموظفات ليخلق مشاكل بينهنّ كي لا يتحدثنّ عمّا يعانينه من تصرفاته أو حتى يتحدن لمواجهته.
وفي تفاصيل اعتداءاته المتواصلة، لجأ رئيس الدائرة م. ك. إلى وضع ماكينة التصوير في مكتبه، ليتمكن من التحرش بالموظفات عند تصوير كلِّ ورقة، فإمّا يقف عند الباب ليلامس بجسده أجسادهن عند الدخول والخروج وإمّا يحاول من خلال عرض المال عليهنّ أو عرض التساهل في دواماتهنّ مقابل أن يفعلنَّ له ما يشاء.
كما أنَّه يلاحقهنّ إلى المصعد ويتصل بهنّ ليجلسن معه في المكتب، ثم يطلب من إحداهنّ صوراً بحجة أنَّها جميلة بلا حجاب، ناهيك عن شتم دياناتهم، حتى وصل الأمر إلى إطلاق إشاعات بأنه مارس الجنس معهنّ، والتشهير بهنّ.
ويحثّ رئيس الدائرة المتحرّش الموظفات على الزواج للاستفادة مادياً، حتى أنَّه وعند استقباله بعثة فرنسية كان يقول لهنّ هذه مسلمة بإمكانها الزواج متعة أكثر من مرة وتحصيل الأموال.
رئيس الدائرة الإدارية في مصلحة النظافة م. ك.، الذي أوكل إليه مهام المدير الذي تقاعد إلى حين تعيين آخر، يتخطى صلاحياته ويطلب من الموظفات الخروج في تفتيش، ويطلب من إحداهن العمل رغم مرضها ووجود تقرير طبي، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحتها.
وعند سؤالنا عن سبب الانتظار حتى اليوم أكدت الموظفات أنهنّ عمدن أكثر من مرة إلى تقديم شكاوى بحقه، وكان يخرج “كالشعرة من العجيبن” ويعود إلى منصبه كأنَّ شيئا لم يكن، وذلك في عهد المحافظين ناصيف قالوش الذي أصدر قرار إحالته للمجلس التأديبي لمدة شهر واحد، والمحافظ السابق زياد شبيب حيث كان الأخير يقول للفتيات “حسابه عندي” وأرسل التفتيش الذي استمر لعام كامل وانحصرت الأسئلة في الدوامات، فيما لم تلحظ تحقيقات البلدية التحرش والألفاظ النابية والتهديدات والأذى بالعمل وحتى العنف الجسدي، عندما عمد في إحدى المرات إلى دفع موظفة للخارج وكانت صحتها سيئة ولم يتجرأ أحد على أخذها للطوارئ ولم يكن أمامها سوى انتظار شقيقها الأمر الذي أدى إلى مضاعفات صحية.
حصل موقع “شريكة ولكن” على وثائق تثبت عدد المرات التي تمّت فيه معاقبة السيد م. ك. وعودته إلى العمل كأن شيئا لم يكن، بل وحمايته من كلِّ الاعتداءات التي يلجأ إليها يومياً ضد موظفات دائرة النظافة في بلدية بيروت.
“أنا بدي ربيكن”، “أنا كنت بمجلس تأديبي وما حدا بيردني”، “مابتعرفوا أنا مين وشو فيني اعمل” بعض العبارات التي يرددها دائماً، وهو ما تلاقى مع موظفي التفتيش في البلدية الذين كانوا يحاولون ثنيَ الموظفات عن التبليغ بحجة أنهنّ نساء وذلك سيضرّ بسمعتهنّ، وأن واسطته كبيرة، “جيبو واسطة لتقدرو توقفوا بوجو”،”هو عيّط إنتِ عيطي انتهى الموضوع”، “عندكن تشويق بتتسلو”، “خلص شو بدكن بهالشغلة ما حدا في ليه”.
رئيس الدائرة المتحرش يضع دفتر دواماته في مكتبه يكتب ما يريد وما يشاء، المضحك المبكي أن المركز الذي يتخلله مبيت، يبقى فيه حتى ساعات الليل بلباس النوم (شورت وبروتيل) وكأنه في منزله، ويسمح بإحضار شباب من إحدى الجمعيات للنوم والجلوس (بالبوكسر) مع ذكر ألفاظ نابية أمام الموظفين.
هذا غيض من فيض ما تحدثت به الموظفات، حيث علقّت إحداهن أمالاً على المحافظ الجديد القاضي مروان عبود الذي استمع إليهن ووعدهنّ بالعمل على القضية، وأشادت بمتابعته للقضية بانتظار أي قرارات تصدر عنه لإنصافهنّ.
وإلى ذلك الحين سيتوجهنّ غداً إلى النيابة العامة لرفع دعوى بحق كرم، وتوكيل ثلاثة محامين تبرعوا لمتابعة القضية ومساعدتهنّ علهنّ يأخذنّ حقهنّ بالقضاء.
كانوا 12 عشر موظفة اليوم باتوا ثلاثة فقط جميعهنّ لم يتحدثن ولم يرفعن شكاوى، بقي 3 منهنّ عقدن العزم على المواجهة، وإثارة القضية إعلامياً ومن هنا سنرصد القضية إلى حين إحقاق حق الموظفات ومعاقبة رئيس الدائرة المتحرش ومعاقبة من حماه لأعوام طويلة .