“في ذاك اليوم عشت الجحيم. مشيتُ فوق الحطام. خرجت من منزلي المدمّر وسرت الى الشارع. لم أتذكر شيئا. شعور الصدمة أوقف ذاكرتي كليا. كان اللاوعي يتحكم بي. لم أكن حاضرة. جسدي ينزف بأكمله. كتفي ممزق وخاصرتي منشطرة إلى قسمين. لم أجد من ينقلني إلى المستشفى، فالجميع مصاب، دماء ووجوه تصارع للبقاء. حملت نفسي وأصرّيت أن أسير لأجد من يسعفني. وجدت دراجة نارية تستعد لنقل فتاة، توجهت نحوها وقلت: إنني أموت. كنت على يقين في حال إستسلمت منتظرة العون سوف أخسر ما تبقى لي من دماء ولن أتمكن من العودة إلى الحياة. قال لي الطبيب بعد خروجي من العمليات أي شخص آخر كان سينزف حتى الموت ولن يتمكن من السير كما فعلت، خاصة أن معدتي انشطرت الى قسمين.
حينها عرفت أنني قوية. لن أهزم. الآن أصبح جسدي مشوّها. ندبات في كل جزء منه. لا يهم. سوف أعيش مع ما تبقى مني أفضل مما كان. إنني ولدت من جديد”.
سارين 31 عاما، مرفأ بيروت
قد يعجبك ايضا