قبيل انعقاد قمة مجموعة الـ20 تقرير بريطاني يكشف تعرض المعتقلات السعوديات إلى التعذيب والاعتداءت الجنسية
مع إقتراب موعد إنعقاد مجموعة العشرين في السعودية، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً توجهت فيه للقادة المشاركين في القمة، بوجوب تحميل السلطات السعودية مسؤولياتها في ما يتعلق باحترام حقوق المرأة، إذ أن أبرز ما سيتم مناقشته في القمة هو كيفية تمكين المرأة، في حين أن النساء اللواتي طالبن بحقوقهن قابعات خلف قضبان التعذيب.
ودعت منظمة العفو جميع القادة المشاركين للضغط والمطالبة بالإفراج عن الناشطات المحتجزات في السجون السعودية منذ أيار ٢٠١٨، بسبب عملهن في مجال حقوق الإنسان. ففي حين سعت السلطات السعودية لتلميع صورتها من خلال حملات علاقات عامة مكلفة، صوّرت ولي العهد محمد بن سلمان فيه على أنه مناصر للإصلاح، و توجهه لإعلان حق المرأة في القيادة في حزيران ٢٠١٨، جاء بعد أسابيع لإعتقال الحقوقيات المطالبات بإقرار هذا الحق.
وقالت لين معلوف، نائبة مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، أنه لا ينبغي لهؤلاء النساء أن يحتجن إلى “عفو”، فهن لم يرتكبن أي جرم، بل مارسن حقهن بطريقة سلمية. وأضافت أنه في نهاية هذا الأسبوع، وبهدف إجتذاب الإستثمارات وفرص العمل، ستتباهى السلطات السعودية بالإصلاحات ذاتها التي ناضلت من أجلها الناشطات القابعات في سجون المملكة.
وفي هذا السياق صدر تقرير حقوقي بريطاني، إعتبر أنه في حال لم تفرج السعودية عن الناشطات النسويات في وقت قريب، فإنه من المعيب مناقشة أي موضوع يتعلق بحقوق المرأة في القمة المعقدة. وخصوصاً مع الكشف عن شهادات جديدة حول ما تتعرض له الناشطات من تعذيب نفسي وجسدي داخل السجون.
ولفت التقرير الذي صدر تحت عنوان “وصمة عار على قادة العالم ومجموعة العشرين… القمة في السعودية: الاعتقال المخزي والتعذيب لنساء سعوديات”، وفصّلت فيه المحامية الدولية هيلينا كينيدي الانتهاكات التي تعرضت لها الناشطات الحقوقيات في السعودية منذ حملات الاعتقال عام 2018.
وأشارت إلى أنه في مايو ٢٠١٨، جرى إعتقال نحو ١٠ ناشطات من بينهن لجين الهذلول المضربة عم الطعام منذ ٢٦ تشرين الأول، وأن خطأهن الوحيد هو المطالبة بتحسين وضع المرأة السعودية، وقد إعتمدت في تقريرها على شهادات معتقلات سابقات في المملكة.
ولفتت كينيدي لخطورة ما تقوم به السلطات داخل السجون والمعتقلات، بما فيهم تعذيب وظروف إحتجاز غير إنسانية ومهينة، وحبس إنفرادي وتهديد بالإغتصاب و القتل.
وقالت “شاهدة” إحدى المعتقلات السابقات، إن الناشطات كنّ يُجبرن على الوقوف ومشاهدة بعضهن البعض وهنّ يتعرضنذ للضرب والتعذيب. بالإضافة إلى تعرضهنذ لصعقات كهربائية وضرب ولكم في جلسات التحقيق، وإبقائهن في أوضاع غير لائقة، مثل التعليق بالسقف والضرب المبرح. ونقل مصدر أن بعضهن يجبرن على مشاهدة مواد إباحية، وأخريات أجبرن على “تقبيل المحققين وأداء أفعال جنسية أخرى بهن”. علاوة على ذلك، وجدت تصاريح عدة أثبتت تورط أسماء كبيرة في عمليات التعذيب.
وختم التقرير البريطاني بضرورة محاسبة المتورطين في الإنتهاكات ضد الناشطات. وناشد حكومة المملكة المتحدة ودول العالم التي تدعم حقوق الإنسان إدانة ما تقوم به السعودية ومطالبتها بالإفراج عن الناشطات بأسرع وقت ممكن.