عندما تسيئ وزارة السياحة للبنانيات وتختصرهنّ بالجسد!
أتحفتنا وزارة السياحة اللبنانية يوم أمس باعلان ترويجي من داخل المتحف الوطني يضجّ تسليعًا للنساء وأجسادهن ويختصر مواطنات يمثلن أكثر من نصف تعداد البلد السكاني بصورة سطحيّة ومبتذلة ومسيئة .
وزارة السياحة اعتبرت أنَّه بأجساد النساء فقط هي قادرة على جذب السيّاح، في بلد قادت نساؤه وفتياته الثورة نهار 17 تشرين رفضًا للتهميش والتمييز والقمع الذي يمارسه هذا النظام ضدّها.
لماذا قامت وزارة السياحة بالتركيز على الإثارة وعلى استغلال هذا العامل للتشجيع على زيارة لبنان. وهل هذا يعبّر عمّا يمتلكه لبنان من مقومات للسياحة؟
كيف يمكن لدولة أن تستغلّ أجساد النساء للترويج للسياحة، بما يتضمن هذا الاستغلال من تسليع للمرأة والذي يكرّس العنف الممارس ضدها في المجتمع، ونشهده اليوم بوتيرة مرتفعة استناداً إلى الأرقام التي تنشرها القوى الأمنية والتي أكدت على ارتفاع نسبة العنف الاسري ضد النساء والفتيات إلى 122%.
ألا يكفي أن الدولة لا تنظر الى اللبنانيات كمواطنات وتمارس التمييز ضدهن بالقوانين والحقوق، حتى عمدت اليوم “رسميّا” إلى تسليعهنّ، وتكريس التنميط الممارس بحقهنّ.
ألا تدرك وزارة السياحة أن هذا الإعلان يشكّل إساءة كبيرة لملكة جمال لبنان مايا رعيدي التي اختُصِرَت بجسدها؟
للأسف، فإن هذه السقطة ليست الاولى لدى الجهات الرسميّة في لبنان بل سبقت وزارة السياحة نظيرتها الثقافة في العام 2016 عندما لجأت إلى تكريم فنانات لبنانيات استناداً إلى أجسادهنّ، ودخلت في معركة الأحجام!
اللبنانيات كما هنّ جميلات هنّ أيضاً قويات، طموحات، ذكيات، قدّمن ولا يزلن الكثير من أجل نهوض الوطن وأي صورة لا تنصفهنّ فهي صورة ناقصة تسيء إليهن كما تسيء للوطن كله.