يستمر العنف الأسري ضد النساء والفتيات في لبنان بتهديد حياتهنّ، وفي اعتداء بشع ارتكبه المدعو س. س. ضد زوجته الشابة لارا ش. وهي أم لطفلة لم تبلغ الخمس سنوات، الذي تربّص بها صباح هذا اليوم وانتظر انتهائها من عملها في مستشفى سيدة لبنان في الحازمية، حتى عاجلها بضربات على رأسها من خلال بوكس حديدي، وطعنات أدّت إلى تمزيق رئتيها، فضلا عن تشويه وجهها.
وفي تفاصيل تقرير الطبيب الشرعي الدكتور أحمد المقداد فإن لارا تعاني من جروح نتيجة طعنات في منطقة الإبط الأيسر والأيمن، وفي أعلى الكتف الأيسر وفي ظهرها وفي قفصها الصدري وفي الكبد أيضاً.
موقع “شريكة ولكن” وفي اتصال مع محاميها الأستاذ جعفر شحيمي، يؤكد أن لارا في حالة حرجة وهي حالياً في العناية الفائقة، ويؤكد أن القضية ليست قضية اعتداء إنما هي محاولة قتل وقد جرى توقيف الزوج في مخفر المريجة بناء لإشارة القضاء المختص.
كما أكّد محامي المغدورة أن لارا ومنذ عام وأكثر تحاول أن تنتزع من المحكمة الجعفرية قرار نفقة لها ولابنتها، التي تتكفل بكافة نفقاتها المادية، وأن زوجها الذي يرفض تطليقها كان قد رفع عليها دعوى إطاعة ومساكنة، وحتى الساعة بسبب جائحة كورونا وتوقف الجلسات أي حكم أو قرار لم يصدر، ولا تزال الدعاوى الشرعية قيد النظر بينها وبين الزوج المعتدي.
لارا اليوم تدفع ثمن رفضها للظلم، ثمن المطالبة بحقّها، لارا اليوم تصارع الموت كما صارعت بالأمس القوانين التمييزية ضد النساء وظلم المحاكم الدينية، فهل تنتصر بمعركتها؟ وهل ينصفها القضاء وابنتها ؟ وهل سيحاكم الزوج المعتدي ويعاقب على محاولته قتلها؟ هل ستتحقق العدالة للارا؟
في معرض طرح هذه الأسئلة على محاميها الأستاذ جعفر شحيمي يؤكد الأخير أنّ النساء يعانين بشكل كبير في المحاكم الجعفرية، وخلال عمله في هذا المجال لأكثر من ثمانية عشر عاماً، يتحدث عن صعوبة كبيرة تواجهها النساء من الطائفة الشيعية اللواتي يطلبن الطلاق، رغم تعرضهنّ للتعنيف المستمر، منتقداً أداء رجال الدين في التعاطي مع هذه القضايا.