ماذا يُقَدَّم للأرامل في يومهنّ العالمي؟
في مثل هذا اليوم من كل عام تحتفي الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم العالمي للأرامل، والذي يهدف إلى إسماع صوتهنّ والتعريف بتجاربهن وحشد الدعم لهن وتمكينهنّ من إعالة أنفسهن وعوائلهن.
وفي هذا السياق تشير آخر الاحصاءات إلى وجود زهاء 260 مليون أرملة في كل أنحاء العالم، 10% منهن يعشن في فقر مدقع.
حتى اليوم لم تشكّل هذه المناسبة التي انطلقت عالمياً أيّ فرصة لمساعدة الأرامل والتخفيف من معاناتهنّ التي وإن اختلفت من بلد إلى آخر إلا أنها تلتقي في النتائج والتداعيات، وبالتالي تنحصر الاستفادة من إحياء اليوم العالمي للأرامل في تسليط الضوء على معاناة بعضهنّ خاصة في مخيمات اللجوء والبلدان التي تشهد نزاعات مسلّحة، كون النساء في هذه النزاعات هنّ الأكثر تضرراً.
على مستوى العالم العربي، تحديات كبيرة تواجهها الأرامل، أضيف إليها جائحة كورونا التي جعلت منهنّ فريسة سهلة للفقر والعوز، وبتنّ عرضة للاستغلال الجنسي في ظل غياب البرامج الداعمة لهنّ.
من التحديات التي تذكر أيضًا غياب الأرقام والاحصائيات التي تتناول أوضاع الأرامل وأسرهنّ، فكيف نضع حلول لأزمة لا يوجد عنها حتى أرقام ولا نعرف حجمها؟
طبعا هذا باستثناء بعض الدول، ففي الأردن 285 ألف أرملة، وتشير في هذا السياق إحصاءات المرأة الأردنية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020، بأن نسبة النساء في الأردن اللاتي يرأسن أسرهن بلغت 17.5% في ارتفاع غير مسبوق، (74.7% منهن) أرامل، (94.7%) غير نشيطات اقتصادياً ويكافحن من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية لأفراد الأسرة للحفاظ على حياتهن وصحتهن ومستقبلهن ومستقبل اولادهن، في ظل أوضاع اقتصادية هشة، وفي ظل مجتمعات ترتبط فيها في كثير من الأحيان مكانة النساء الإجتماعية بمكانة ازواجهن وحضورهم.
وفي الحقائق والأرقام التي تعكس واقع الأرامل في الأردن فإن أكثر من نصفهنّ تعرضن لأحد أشكال العنف من أزواجهن السابقين، فضلا عن تعرّضهنّ للاستبعاد والتهميش والنبذ.
وضع الأرامل في العراق لا يختلف كثيراً ، في بلد تجاوز عددهنّ المليوني أرملة، تُرِكن دون أي برامج أو خطط دعم وتأهيل”، ووسط دعوات للجهات المسؤولة، بالاهتمام أكثر بسن التشريعات ووضع استراتيجيات وطنية لانصاف النساء.
وعليه فإن هذا غيض من فيض ما تعانيه النساء الأرامل خصوصاً في عالمنا العربي فهنّ
يُطردن من بيوتهن بعد وفاة أزواجهن
يحرمنّ من أطفالها
يجبرن على الزواج من شقيق زوجهنّ المتوفي
يمنعنّ من الميراث
يتم استغلالهنّ جنسياً لتخليص معاملاتهن الرسمية
يتعرضنّ للتحرش الجنسي، وغيرها من الممارسات التي لا تنتهي، وتتطلب مراجعة جديه لأوضاع الأرامل التي لا يمكن أن تبدأ إلا من القضاء على التمييز ضد النساء والمساواة بين الجنسين.