الإيرانيات يحضرن مباريات كرة القدم للمرة الثانية منذ عام 1979
للمرة الثانية منذ عام 1979، تاريخ اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية، ستحضر المشجعات الإيرانيات مباريات كرة القدم يوم الخميس المقبل. إذ يلتقي منتخب بلادهن مع منافسه الكمبودي ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر 2022. وهي أول مباراة تجرى بعد غياب الجمهور الإيراني عن ملاعب كرة القدم لمدة عام بسبب فيروس كورونا.
مر نحو 40 عاماً منذ تمكنت النساء الإيرانيات من انتزاع حق الدخول إلى الملاعب والمدرجات لحضور مباريات كرة القدم. وتم بيع 3500 تذكرة لأربعة أماكن مُخصصة للنساء مع توقعات بارتفاع العدد.
المرة الأولى التي جلست فيها النساء الإيرانيات في المدرجات لمشاهدة مباراة لكرة القدم كانت على ملعب آزادي الذي يتسع لـ80 ألف متفرج، في أكتوبر 2019. حينها، فازت إيران على ضيفتها كمبوديا 14-صفر في منافسات المجموعة الثالثة من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2022، وكأس آسيا 2023 في الصين.
ويعود منع النساء من دخول الملاعب إلى ما بعد الثورة عام 1979. وفي حين تدعي الجمهورية الإسلامية أن هذه الخطوة هدفها حماية النساء من السلوكيات الذكورية غير اللائقة، إلا أن الوقائع وطريقة تعامل هذا النظام مع النساء تثبت أن الهدف هو منعهن من التواجد في المساحات العامة وحصر دورهن في المنزل.
لذلك، لطالما كان حضور المباريات بالنسبة إلى الإيرانيات حلماً حاربن من أجله لسنواتٍ طويلة لتحقيقه واسترجاع حقهن بحضور مباريات كرة القدم. هذا الحلم دفعت النساء ثمنه بالتعرض للاعتقال والاحتجاز بسبب محاولاتهن الدخول إلى ملاعب كرة القدم. بالإضافة إلى انتحار المُشجعة الإيرانية سحر خدياري في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، اعتراضاً على اعتقالها بتهمة “حضورها مباراة”.
وبحسب منظمة العفو الدولية، واجهت خدياري قبل انتحارها اتهامات بـ”ارتكاب خطيئة علنية، وعدم ارتداء الحجاب”، بعد القبض عليها متنكرة في زي رجل لدى محاولتها حضور مباراة فريقها المفضل “استقلال طهران” في آذار/مارس 2018.