جوائز نوبل في العلوم: لا مكان للنساء
في العقود الأخيرة، تمكنت نساء كثيرات من الفوز بجوائز نوبل تكريماً لابتكاراتهن في المجالات المختلفة.
فبين عامي 2001 و2020، حصلت 28 امرأة على هذا التكريم مقارنةً بـ11 امرأة فقط بين عامي 1981 و2000، و7 فقط بين عامي 1961 و1980.
إلا أن الأرقام والإحصائيات منذ بدء إعلان الجائزة تؤكد وجود فجوةٍ كبيرةٍ بين الجنسين لصالح الرجال في مجالات العلوم.
ويشير تقسيم جوائز نوبل حسب الجنس والفئة إلى اعتبار النساء غالباً أكثر ملاءمةً للمساعي “الناعمة” و”الإنسانية”، مثل الأدب والسلام. بينما اعتبر الرجال أكثر موهبةً في “المجالات الصعبة” مثل الفيزياء أو الكيمياء. وهو تقسيم يعزز الصور النمطية عن النساء في جميع المجالات ومختلف الدول النامية منها والمتقدمة.
وبحسب ما نشر موقع Statista نقلاً عن مؤسسة نوبل، بلغ عدد جوائزها 876 بين عامي 1901 و2020، خصصت 58 منها فقط للنساء. وفازت 4 نساء في مجال الفيزياء مقابل 212 جائزة منحت للرجال.
بينما حصلت 12 سيدة على جائزة نوبل في الطب مقابل 210 للرجال. أما في مجال الكيمياء، ففازت 7 نساء مقابل 179 رجل. كذلك الأمر في مجال الاقتصاد، إذ حصلت امرأتين على الجائزة مقابل 84 رجلاً.
وباحتساب النسب المئوية لحصول النساء على الجائزة في الفيزياء، فهي 6.9% مقابل 24.2% للرجال. وفي الطب، شكلت نسبتهن 20.7%، و 12.1% في الكيمياء.
أما في الاقتصاد، فتشكل النساء النسبة الأضعف، إذ بلغت 3.4% مقابل 9.6% للرجال.
وبحسب الأرقام، تتفوق النساء في مجالات الأدب 27.6% مقارنة مع نسبة 11.5% للرجال. كذلك الأمر في مجال السلام، فبلغت نسبتهن 29.3% بينما حصل الرجال على نسبة 10.3%.
تؤكد هذه الأرقام والنسب أن الفجوة بين الجنسين آخذة في الاتساع، وأن تهميش النساء وصل إلى عدم منحهن التقدير اللازم في المجالات العلمية. الأمر الذي يشير إلى حصرهن في مجالات أدبية ما يعكس عدم اهتمام لخوضهن المجالات العلمية.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة نوبل النرويجية تمنح سلسلة من الجوائز السنوية باسمها في خمسة مجالات هي الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام.
وتذهب هذه الجوائز لشخصيات “أسهمت بنصيبٍ وافرٍ في نفع البشرية في الأشهر الـ12 الأخيرة”، على حد ما ورد من تعبير في وصية رجل الأعمال السويدي ومخترع الديناميت ألفريد نوبل.
كما أوصى بمنح معظم ثروته لتمويل الجوائز التي منحت للمرة الأولى عام 1901.
وفي عام 1968، أضاف البنك المركزي السويدي مجالاً سادساً إلى سلسلة الجوائز هو الاقتصاد، على الرغم من أنه لا يحمل بشكلٍ رسمي وصف جائزة نوبل، إنما تحت مسمى “جائزة بنك السويد في الاقتصاد”.