هل تعيد د. رنا نقولا حلم لبنان في سباق الفضاء؟
في ستينيات القرن الماضي، دخلت جمعية الصواريخ اللبنانية، وهي نادي علمي في جامعة “هايكازيان” في بيروت، منافسةً في مجال السيادة على الفضاء. وكان في مقدم هذه المنافسة كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي.
“لبنان الصغير هذا كان قادراً على القيام بما لم يفعله باقي العالم العربي”، أكد أستاذ الفيزياء في جامعة ساوث فلوريدا الأميركية مانوغ مانوغيان، الذي يحرص على التذكير بدور لبنان في مجال الفضاء. وأطلق اسم “كلية هايكازيان للصواريخ” على النادي العلمي عام 1960، بعد أن استطاعت مجموعة طلابٍ/طالبات في لبنان قبل عقودٍ من الزمن أن يطوروا/ن صاروخاً قادراً على الوصول إلى أطراف الفضاء.
وبحسب تقريرٍ نشرته “بي بي سي” عام 2013، قال مانوغيان إن “لبنان لم يكن لديه الموارد المالية، لكن كان بوسعه السعي وراء العلم واستكشاف الفضاء. وكان بوسعه إرسال أقمارٍ صناعية إلى الفضاء”. لكن هذا الحلم لم يتحقق وعاد مانوغيان إلى أميركا حيث أمضى بقية حياته الأكاديمية، قبل وقوع حربٍ عام 1967.
أما ذكريات “نادي الصواريخ اللبناني” ومواده الأرشيفية ففُقدت خلال الحرب الأهلية، كما غادر غالبية طلابه/طالباته للعمل في الخارج. لكن على الرغم من كل ذلك، عاد لبنان لينافس في مجال الفضاء مؤخراً من خلال الأستاذة وعالمة الفيزياء اللبنانية الدكتورة رنا نقولا.
من هي د. رنا نقولا؟
أستاذة وعالمة فيزياء لبنانية، حائزة على إجازة في الفيزياء من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، وشهادة ماجستير في الفيزياء من الجامعة الأميركية في بيروت، ودكتوراه في تقنية النانو Nanotechnology من جامعة تروا للتكنولوجيا في فرنسا.
تعمل نقولا حالياً أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وباحثة في هيئة الطاقة الذرية في باريس. وهي عضوة في الجمعية الدولية للبصريات والضوئيات (SPIE)، بالإضافة إلى أنها مُراجعة منتظمة في مجلتي Plasmonics Journal وNanospectroscopy Journal. كما شاركت في تأليف العديد من المقالات العلمية في مجالها.
سعياً وراء حلمها باستكشاف الفضاء، شاركت في السلسلة التلفزيونية “رائد فضاء” العالمية، التي عرضت بنسختها العربية على قناة “دبي”. وشارك فيها 12 شخصاً من الشرق الأوسط من خلفياتٍ مختلفة.
واستطاعت بفضل خبرتها وموهبتها، أن تجتاز معايير التقييم التي حددتها وكالات الفضاء. وتأهلت من بين القلائل الذين تم اختيارهم من بين 500 مرشحٍ خضعوا للتقييم تحت إشراف رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد.
واختيرت رنا لتكون ضمن الـ 3 الأوائل، إذ وصلت إلى الحلقة الأخيرة في البرنامج، فتنافست على اللقب مع السعودية مشاعل الشميمري والإماراتي الفائز باللقب محمد أهلي.
وعبرت نقولا في تصريحٍ صحفيّ، عن فخرها بهذه التجربة “لأنني سيدة أولاً ولبنانية ثانياً”. وأكدت أنه “لا شيء مستحيل، علينا فقط أن نؤمن بما يمكننا تحقيقه لأن الفضاء يتسع لطموحات الجميع”.
رنا، التي حلمت بأن تكون رائدة فضاء منذ الصغر، على حد تعبيرها، قالت: “أثبتت مع زميلاتي في المسابقة أننا كنساء عربيات قادرات على التميز والمواجهة وخوض مجال العلوم”. وأضافت: “لقد منحتنا 4 أشهر من التصوير، بين دبي ومركز يوري غاغارين في روسيا ومركز كينيدي للفضاء في ناسا في الولايات المتحدة، الفرصة لاكتشاف قدراتنا. وعشنا من خلالها خبرة رواد الفضاء، وكنا فعلًا خارج كوكب الأرض”.
كما كشفت رنا عن البدء بـ”برنامج جديد حول الفيزياء التطبيقية في الجامعة اللبنانية الأميركية”. وأكدت “أنا جزء من هذا البرنامج وأعمل من خلاله على تطويره واستقطاب التلاميذ/التلميذات إلى هذا التخصص، إلى جانب الأبحاث التي نقوم بها”.
وأضافت: “إذا لم أحقق حلمي بالدخول إلى وكالة فضاء، فإن اهتمامي وتركيزي ينصب على الأبحاث التي أقوم بها”.